حوادث السقوط هي من أكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها كبار السن الذين تخطوا الخامسة والستين. ويلعب ضعف العضلات وضعف التوازن وضعف البصر دوراً كبيراً في وقوع هذه الحوادث التي كثيراً ما تنتهي بكسور تجعل أصحابها طريحي الفراش. وأفادت بحوث بأهمية رياضة «التاي تشي» في خفض احتمالات السقوط عند المسنين، خصوصاً لدى الذين تتوافر لديهم عوامل مؤهبة لمثل هذه الحوادث. وكانت رياضة «التاي تشي» في البداية عبارة عن فن من فنون الدفاع عن النفس نشأت في الصين في القرن الثالث عشر، أما اليوم فقد أضحت رياضة يمارسها الناس في جميع أنحاء العالم. ونوهت بحوث بأهمية رياضة «التاي تشي» في تحسين التوازن والصحة النفسية، وفي تعزيز القدرات الإدراكية، وفي الحد من خطورة بعض الظروف الصحية، ومنها حوادث السقوط. وبينت دراسة أسترالية حديثة أن ممارسة كبار السن تمارين رياضية معينة من شأنها أن تنعكس إيجاباً ليس على صحة القلب والأوعية الدموية بل على صحة الدماغ أيضاً، ونصح المشرفون على الدراسة المسنين بممارسة رياضة «التاي تشي» لأنها تجمع بين التنفس العميق والحركات الرياضية البطيئة والرشيقة التي لا تشكل عبئاً على المفاصل والعظام ما يجعل ممارستها ممكنة من قبل معظم الناس بمن فيهم كبار السن. وبالطبع فإنه لا بد للمسنين من أخذ رأي الطبيب قبل ممارسة هذه الرياضة لمعرفة إن كانت لديهم عراقيل صحية تحول دون ممارستها. وفي شكل عام، تناسب تمارين «تاي تشي» أي شخص، وهي ملائمة للمتقدمين في السن الخاملين الذين يسعون إلى زيادة نشاطهم البدني تدريجياً، ويمكن إدخال تعديلات على الحركات كي تناسب الأشخاص المصابين بالعجز، ومنهم المقعدون.