يعد السرطان القتاميني (الميلانوما) أحد أهم الأورام الجلدية التي تصيب الإنسان، ويظهر هذا السرطان عادة في الأماكن المكشوفة التي تتعرض أكثر من غيرها للشمس، مثل الوجه والعنق واليدين، خصوصاً عند الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً تحت أشعة الشمس، كالبحارة والمزارعين والصيادين والرياضيين. لا شك في أن حماية الجلد من أشعة الشمس (سواء بارتداء الألبسة المناسبة أو بوضع الدروع الجلدية) تعتبر حجر الأساس في الوقاية من أضرار تلك الأشعة، ولكن لا يجب ان يغرب عن البال أنه يمكن الغذاء أن يساهم في خفض خطر التعرض للسرطان. وأفضل نصيحة يمكن الأخذ بها على هذا الصعيد هي الحد من تناول الزيوت الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-6 التي نجدها بغزارة في بعض الزيوت النباتية مثل زيت الذرة، وزيت القرطم، وزيت عباد الشمس. في المقابل، يجب التزود بالأحماض الدسمة من نوع أوميغا-3 التي توجد بكثرة في السمك وزيته، فما هو السر؟ يقول الباحثون أنه عندما تكون مستويات الأحماض الدهنية أوميغا-6 طاغية، وتكون مستويات الأحماض الدسمة أوميغا-3 غير كافية يتسارع إنتاج مركبات البروستاغلاندين الأمر الذي يعطي الضوء الأخضر لنشوء الأورام الخبيثة في الجلد ونموها، من هنا يوصي الباحث الأميركي جيمس ديوك بتناول ما يكفي من الأحماض الدسمة أوميغا-3 بحيث تكون كفتها هي الراجحة على كفة الأحماض الدسمة أوميغا-6 للحد من صنع تلك المركبات (البروستاغلاندين) وقطع الطرق أمام نشوء سرطان الجلد. اما النصيحة الثانية للحماية من الورم القتاميني للجلد فهي تناول المزيد من الخضروات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة التي تستطيع أن تحد من قدرة الأحماض الدسمة أوميغا-6 على التحريض على نشوء الميلانوما، وقد أفادت دراسة على الفئران المصابة بالميلانوما أن تزويدها بجرعات داعمة من الفيتامين سي من طريق المياه التي تشربها كان له فائدة ملحوظة على صعيد تثبيط نمو الورم، كما أدى إلى تقزيم حجمه، وإلى الحد من قدرته على الإنتشار إلى أماكن أخرى. وفي شأن النصيحة الثالثة، يشدد الدكتور هربرت بريسون الخبير في النظام الغذائي والسرطان على تناول الثوم، والبصل، وبذور الكتان، وزيت الجوز، فالثوم غني بمادة الأليوم المضادة للأورام، والبصل يعج بمادة الكويرسيتين المضادة للأكسدة، وبذور الكتان وزيت الجوز الغنية بالأحماض الدهنية اوميغا-3. وفي خصوص النصيحة الرابعة، فحبذا لو تم الإكثار من الأطعمة الغنية بأصبغة الليكوبين وأصبغة الكاروتينيدات التي تفيد في تعزيز دفاعات الجلد من أجل مواجهة الشوارد الحرة المثيرة لسرطان الجلد والتي تنطلق بعد تعرض الجلد لوهج الأشعة الشمسية. أما النصيحة الخامسة فيقترحها الدكتور ماسماميتسو ايتشيهاشي من جامعة كوبي اليابانية وهي دهن الجلد بزيت الزيتون ذي النوعية الجيدة لحمايته من الآثار الضارة لأشعة الشمس وبالتالي الوقاية من الورم القتاميني. وفي تجارب أجريت على الفئران استطاع زيت الزيتون أن يقلص من نشوء سرطان الجلد، وأن يقلل من حجمه في حال انتشاره في الجلد. النصيحة الأخيرة مصدرها الباحث الأسترالي الدكتور توروكيري ايبيبيل الذي قاد دراسة نشرت في مجلة التغذية السريرية بين فيها ضرورة تقنين استهلاك الأطعمة الغنية بالدسم، فهي على ما يبدو ضالعة في نشوء سرطان الميلانوما،. كما كشفت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يملكون تاريخاً بالإصابة بسرطان الجلد يستفيدون كثيراً من تفادي الأطعمة الغنية بالدهون والأغذية المعالجة.