استدعت مصر سفيرتها لدى الفاتيكان اليوم الثلاثاء للتشاور في القاهرة بعدما حض البابا بنديكت الحكومات في الدول ذات الأغلبية المسلمة على بذل المزيد من الجهد لحماية الأقليات المسيحية. وأدان بابا الفاتيكان أمس الهجمات على الكنائس التي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص في مصر والعراق ونيجيريا وقال إنها بينت الحاجة لتبني إجراءات فعالة لحماية الأقليات الدينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في بيان أرسل إلى رويترز "القاهرة كلفت السفيرة المصرية لدى الفاتيكان بالحضور إلى مصر للتشاور." واضاف "هذا الاستدعاء يأتي على خلفية تصريحات جديدة صادرة من الفاتيكان تمس الشأن المصري وتعتبرها مصر تدخلا غير مقبول في شؤونها الداخلية." وشدد البيان على "حرص القاهرة على التواصل مع الفاتيكان بعد التصريحات التي صدرت عنه في أعقاب الحادث الإرهابي في الإسكندرية (الذي وقع) مطلع الشهر الحالي." وأدى تفجير أمام كنيسة بمدينة الإسكندرية الساحلية في الساعة الأولى من العام الجديد إلى مقتل 23 شخصا وإصابة العشرات وتنظيم مظاهرات احتجاج من جانب مسيحيين ومسلمين على السواء. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن شيخ الأزهر أحمد الطيب رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية "بأي ذريعة من الذرائع." ونقلت قول ناطق باسمه "نؤكد أن حماية المسيحيين شأن داخلي تتكفل به الدول باعتبار هؤلاء مواطنين لهم كافة الحقوق شأنهم كسائر المواطنين." وتصر مصر على أن باستطاعتها حماية جميع مواطنيها ويقول المسؤولون إن هناك مؤشرات إلى أن "عناصر خارجية" تقف وراء انفجار الأول من يناير. وكان تنظيم دولة العراق الإسلامية التابع للقاعدة هدد في نوفمبر تشرين الثاني بمهاجمة المسيحيين المصريين. ويقع عنف طائفي أحيانا للخلاف على بناء وترميم الكنائس وتغيير الديانة وعلاقات رجال ونساء من الطائفتين. وفي وقت مبكر من العام الماضي قتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم في هجوم بالرصاص من سيارة مسرعة قرب كنيسة بمحافظة قنا في جنوب البلاد. وقال البيان المصري إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بعث برسالة إلى وزير خارجية الفاتيكان "رفض فيها أي مساع تتم استنادا إلى جريمة الإسكندرية بهدف الترويج لما يسمى حماية المسيحيين في الشرق الأوسط."