أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس، أن مقاتلة من طراز «سوخوي - 27» اعترضت فوق بحر البلطيق قاذفة استراتيجية أميركية اقتربت من الحدود الروسية، وأجبرتها على مغادرة المنطقة. أتى ذلك في وقت بلغ انزعاج موسكو من حلف شمال الأطلسي (ناتو) ذروته، بعد انضمام مونتينيغرو إلى الحلف لتصبح العضو ال29 فيه. ونددت موسكو ب «هيستيريا مناهضة لروسيا» في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، وتعهدت الرد على «مسار معاد» تسلكه بودغوريتسا (للمزيد). وورد في بيان لوزارة الخارجية الروسية أنه: «في ضوء المسار المعادي الذي اختارته سلطات مونتينيغرو، يحتفظ الجانب الروسي بحق اتخاذ إجراءات انتقامية على أساس متبادل. في السياسة تماماً كما في الفيزياء، لكل فعل رد فعل مضاد». لكن وكيل وزارة الخارجية الأميركي توماس شانون رد ضمنياً على الروس، مشيداً بمونتينيغرو ل «تأكيدها حقها السيادي في اختيار تحالفاتها حتى في مواجهة الضغوط الخارجية المتضافرة». كذلك تزامن الاحتكاك الجوي الروسي – الأميركي، مع تأكيد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، تمسك الرئيس دونالد ترامب بتحسين العلاقات مع روسيا. ونقل تيلرسون عن ترامب قوله أن تحقيقات عن وجود صلات بين دائرته الداخلية وموسكو، ينبغي ألا تقوض الجهود الأميركية لإعادة بناء العلاقات مع روسيا. وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع في موسكو، بأن أجهزة الرادار الروسية رصدت صباح أمس، تحرك القاذفة الأميركية في منطقة محايدة فوق البحر، بالقرب من الحدود الروسية. وأضاف البيان أن المقاتلة الروسية التي انطلقت على الأثر، أبلغت مركز المراقبة بأنها اعترضت قاذفة استراتيجية أميركية من طراز «بي - 52» ورافقتها حتى ابتعدت من الحدود الروسية. ويعتقد أن للحادث علاقة بمناورات أعلنت عنها إستونيا قبل يومين، بمشاركة قاذفات استراتيجية أميركية من طراز «بي - 1» و «بي - 52»، في إطار تدريبات مشتركة يجريها الحلف الأطلسي في بحر البلطيق. ولم تستبعد الوزارة أن تكون القاذفة تعمدت الاقتراب من الحدود الروسية أثناء قيامها بالتدريبات، لكنها أشارت إلى أن القاذفة والمقاتلة الروسية ظلتا خلال الاعتراض «على مسافة آمنة». والحادث هو الثاني من نوعه خلال شهر، إذ كانت مقاتلة روسية من طراز «سوخوي - 30» اعترضت طائرة تجسس أميركية الشهر الماضي، اقتربت من الحدود الروسية فوق البحر الأسود. ووجهت المقاتلة الروسية تحذيراً إلى قائدها قبل اختراق الأجواء، ما دفعه إلى تغيير مسارها والابتعاد.