أصبحت جمهورية مونتينيغرو (الجبل الأسود) العضو التاسع والعشرين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأشادت الولاياتالمتحدة بالتزام الجمهورية القائمة على أنقاض يوغوسلافيا السابقة، بمسار الانضمام الى التحالف العسكري الغربي على رغم معارضة روسيا ذلك. وحضر رئيس وزراء مونتينيغرو دوسكو ماركوفيتش احتفالاً في مقر وزارة الخارجية في واشنطن لمناسبة انضمام بلده الى الحلف. في المقابل، توعدت روسيا أمس، بالرد على «المسار المعادي» الذي يتبعه المسؤولون في بودغوريتسا عاصمة الجمهورية. ونددت موسكو بما وصفته ب «هيستيريا مناهضة لروسيا» من جانب مونتينيغرو. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن مونتينيغرو تتحمل «المسؤولية الكاملة» بعد الانضمام إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا في 2014. وأضافت الوزارة في بيان: «في ضوء المسار المعادي الذي اختارته سلطات مونتينيغرو يحتفظ الجانب الروسي بحق اتخاذ إجراءات انتقامية على أساس متبادل. في السياسة تماماً كما في الفيزياء لكل فعل رد فعل مضاد». وبعد المراسم في وزارة الخارجية الأميركية، التقى ماركوفيتش في البيت الأبيض مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، لكنه لم يجتمع مع الرئيس دونالد ترامب. وأثار أول لقاء بين ماركوفيتش وترامب ذهولاً وبلبلة الشهر الماضي، عندما دفعه الرئيس الأميركي جانباً في قمة الحلف الأطلسي، لكن ماركوفيتش قال في حديث الى صحيفة «بيلد» الألمانية أمس، أن هذا الحادث لم يكن مدعاة انزعاج له، معتبراً أن من حق ترامب أن يقف في المقدمة الى جانب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ خلال التقاط الصور التذكارية. وكان ترامب طالب الحلفاء خلال قمة «الأطلسي» بزيادة إنفاقهم الدفاعي لتخفيف العبء عن الولاياتالمتحدة. وأبلغ ماركوفيتش نائب الرئيس الأميركي أمس، أن مونتينيغرو تعتزم الوفاء بهدف الحلف المتعلق بإنفاق اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول 2024. وفي الخارجية الأميركية، أشاد وكيل الوزارة توماس شانون بمونتينيغرو ل «تأكيدها حقها السيادي في اختيار تحالفاتها حتى في مواجهة الضغوط الخارجية المتضافرة». وساءت العلاقات بين الجمهورية البلقانية التي تأمل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، وروسيا بعدما سعت الأولى للانضمام إلى الحلف الأطلسي الذي تأسس عام 1949 كتحالف مناهض لروسيا. وكان الأمين العام للحلف أعلن في أوائل كانون الأول (ديسمبر) 2015، أن الحلف وجه الدعوة رسمياً إلى جمهورية مونتينيغرو لبدء المفاوضات على شروط انضمامها إلى ال «ناتو». واعتبر آنذاك قرار الحلف تاريخياً»، وحض في حينه مونتينيغرو على «مواصلة الإصلاحات في شكل مكثف، بما يشمل كذلك مكافحة الفساد، فضلاً عن دعم الاستحواذ على تأييد الرأي العام المحلي للانضمام إلى حلفنا». وكان ستولتنبرغ نفى أن تكون هذه الخطوة بمثابة عمل عدائي تجاه موسكو، وقال إن «دعوة مونتينيغرو للانضمام إلى الأطلسي، لا تمت إلى روسيا بصلة، وغير موجهة ضد أي طرف كان»، وأشار إلى أن «الأمر على هذا الصعيد يخص مونتينيغرو والناتو حصراً». وشدد على أنه لا يحق لأي بلد كان، التدخل في قرار سيادي تتبناه دولة مستقلة. وترتبط دول ال «ناتو» بحلف دفاعي مشترك يسمح بنشر منظومات عسكرية في أراضي الدول لمصلحة الحلف الذي تقوده أميركا ويتخذ من بروكسيل مقراً له. وتمتلك روسيا حساسية مفرطة عبرت عنها مراراً، من تمدد الحلف إلى شرق أوروبا ووصوله الى مناطق محاذية لأراضيها.