سان فرانسيسكو - «نشرة واشنطن» - تلعب التكنولوجيا الجديدة في الولاياتالمتحدة وعبر العالم دوراً رئيساً في مساعدة شركات الأعمال الصغيرة لتصبح أكثر كفاءة. وعندما قرر أليكس غوريتسكي وشريكه في العمل جيرولامو إليوتي فتح مقهى «كافيه لا ستازيوني» في سان فرانسيسكو، حلما بجعل هذا المقهى الصغير يمثل تجربة إيطالية أصيلة لزبائنهما. وبدأت أحلامهما تتحقق وتمتّع العدد المتزايد من زبائنهما الدائمين بهذه التجربة، أو بمعظمها. واشتكى بعضهم من عدم وجود جهاز في المقهى لقبول أي شيء عدا الدفع النقدي، إلى أن تعلم صاحباه تكنولوجيا تسمى «سكوير» من زبون ساعدهما. وتقدم تكنولوجيا «سكوير» إلى مستعمليها جهاز مسح صغيراً مثبتاً على جهاز «آي فون» أو «آي بود» يعمل باللمس، يسمح لشركات الأعمال مثل «كافيه لاستازيوني» بتمرير بطاقات الائتمان، وقبول الدفعات وإرسال الإيصالات بالبريد الإلكتروني، من دون الحاجة لبنية تحتية أو تكلفة كبيرة. والمقهى واحد من الشركات الصغيرة التي تحولت نحو التكنولوجيا للنمو والازدهار. وتُسهل الخدمات المستندة إلى الإنترنت تأسيس شركة أعمال صغيرة وتشغيلها. وهناك مواقع إلكترونية تساعد في كل شيء، من تسجيل شركة إلى إعداد جدول الرواتب، وهي مهمات كانت تتطلب تقليدياً الكثير من الوقت والأعمال الورقية. ويُقدّم بعض التكنولوجيا أساليب فريدة لحل المشاكل، مثل موقع «كيك ستارتر» على الإنترنت الذي يتيح لمستخديمه نشر اقتراحات لمشاريع خلّاقة مستقلة وطلب التمويل من زواره. وهذه الاقتراحات التي تمتد عبر عالم الأفلام والفن البصري والرقص والمعارف الأخرى، تتضمن مستويات متعددة من التقديمات، حيث يتلقى الداعمون مستويات عدة من كميات الهدايا ذات صلة بالمشروع، وتقديراً في مقابل مالهم. وتقدم الشركات الأكبر حجماً والأكثر رسوخاً منتجات وخدمات مصممة للشركات الصغيرة. وأنشأت شركة «سيسكو سيستمز» العملاقة خطاً لشركات الأعمال الصغيرة يقدم تكنولوجيا لتسيير المعلومات والتخزين على الشبكة الإلكترونية والأمن وعقد المؤتمرات، وفق مقياس ملائم للشركات الصغيرة. تكنولوجيا عالمية ان الوصول إلى التحسينات التكنولوجية غير محدود في السوق الأميركية، أو أسواق الدول المتقدمة بعامة. فمئات الآلاف من رواد الأعمال حول العالم استفادوا من خدمات التكنولوجيا الجديدة، مثل موقع «كيفا» الإلكتروني الذي يسهّل حصول شركات الأعمال الصغيرة التي تحتاج إلى رأس مال، على قروض صغيرة. والتزم الموقع بدفع 160 مليون دولار على شكل قروض إلى نصف مليون رائد أعمال عبر العالم أجمع، اعتباراً من أيلول (سبتمبر) الماضي. وفي أفريقيا، حيث معظم شركات الأعمال الصغيرة لا تستطيع الوصول إلى الإنترنت، ساعدت أنظمة الاتصالات اللاسلكية في خلق برامج تطبيقية عدة للتكنولوجيا اللازمة لهذه الشركات. وفاز رائد الأعمال ريموند روغماليرا بمنحة في مسابقة في «سوق الشتات الأفريقي» لخطته في تأسيس سوق افتراضية للاتصالات، التي تجمع بين المزارعين الصغار في كينيا والمشترين المحتملين لمنتجاتهم. ويرى رائد أعمال وأستاذ في معهد التصميم في جامعة «ستانفورد» الأميركية، بيري كليباهن، إمكانات هائلة في مشاريع مثل مشروع روغماليرا. ويقول: «ان الهاتف الخليوي يُشكّل كل ما هو ضروري في الأسواق الناشئة لجعل البنية التحتية للاتصالات مرِنة ومتاحة لوصول أصحاب شركات الأعمال الصغيرة إليها، ومن المحتمل جداً في المستقبل القريب أن تتوافر لرواد الأعمال في الدول النامية تكنولوجيا صديقة أكثر للبيئة». وأضاف: «التكنولوجيا الجديدة تمكّن الناس من صنع منتجات منخفضة الثمن، لا سيما على الإنترنت، والحصول على القدرة للوصول إلى الأسواق العالمية. فمن الأسهل الحصول على زبائن عندما تستطيع أن تروّج لأعمالك من دون تكلفة تقريباً، باستعمال الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية».