أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بعدما ترأست اجتماعاً للجنة الطوارئ الحكومية، أن مستوى التهديد الأمني في البلاد سيبقى عند «حاد»، إثر قتل 3 متشددين أعلن تنظيم «داعش» أنهم من عناصره 7 أشخاص وجرح 48 آخرين عند جسر لندن ليل السبت الماضي. وقبل 3 أيام من الانتخابات العامة المبكرة المقررة الخميس، كانت لافتة دعوة جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، رئيسة الوزراء ماي الى الاستقالة، بحجة أنها أشرفت خلال ست سنوات من توليها حقيبة وزارة الداخلية على خفض عدد الشرطيين. كما توقعت شركة «يوغوف» لاستطلاعات الرأي أن يحصد حزب المحافظين بزعامة ماي 308 مقاعد برلمانية في الانتخابات العامة، ما يحرمه من الفوز بالغالبية بفارق 21 مقعداً، بعدما كان يسيطر على 330 مقعداً حين دعت ماي لتنظيم انتخابات مبكرة في نيسان (ابريل) الماضي. وقالت ماي بعد اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية: «أكد مركز التحليل المشترك المستقل للإرهاب أن مستوى التهديد الوطني لا يزال عند حاد، ما يعني أن الهجوم الإرهابي مرجح جداً، لذا سنتخذ إجراءات أمنية إضافية خصوصاً في مواقع جسور وسط لندن». أما الناطقة باسمها فقالت إن «الحكومة والسلطات تعمل عن كثب مع الشرطة لضمان تأمين الانتخابات العامة، ووضعت خططاً قوية جداً قبل أسابيع من الاستحقاق». وصرح مارك راولي، قائد شرطة مكافحة الإرهاب بأنه «يجب أن يتوقع العامة رؤية شرطيين إضافيين مسلحين وغير مسلحين في أنحاء العاصمة، وهو أمر طبيعي في مثل هذه الظروف». وراقب مئات من الشرطيين بينهم عدد كبير من الأفراد المسلحين الحفل الخيري، الذي ضم كوكبة من ألمع نجوم الغناء في مدينة مانشستر الأحد لمصلحة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف حفلة لنجمة البوب الأميركية أريانا غراندي في 22 أيار (مايو) الماضي، والذي أسفر عن مقتل 22 طفلاً وبالغاً. واتسم الحفل، الذي حضره حوالى 50 ألف شخص في ملعب الكريكيت باستاد أولد ترافور وأقيم لمساعدة ضحايا التفجير، بالبهجة والحزن معاً؛ إذ كانت الجماهير تقفز تارة من الفرح، في حين حمل آخرون لافتات تقول «من أجل ملائكتنا»، وشوهدوا وهم يمسحون دموعهم. وشهد الحفل عروضاً لنجوم من ضفتي المحيط الأطلسي بينهم المغني البريطاني ليام غالاغر وفريق «تيك ذات»، إلى جانب نجم البوب الأميركي فاريل وليامس ومغنية البوب الشهيرة كاتي بيري ومغني البوب الكندي جاستين بيبر وفريق الفتيات الغنائي البريطاني «ليتل ميكس» وفريق «كولدبلاي» وفريق «بلاك آيد بيز». واختتمته غراندي نفسها بأغنية «صموير أوفر ذا رينبو». وقال المغني فاريل وليامز للجمهور وهو يقودهم في أداء أغنيته «هابي»: «لا أريد أن أشعر أو أسمع أو أرى أي خوف في هذا المكان. الشيء الوحيد الذي سنشعر به هو الحب والإيجابية». وانضمت المغنية الأميركية مايلي سايرس إلى الحفل، وقالت: «أريد أن أعانق كل واحد منكم وأشكركم. أهم مسؤولية على عاتقنا في هذا الوقت هي أن يهتم كل منا بالآخر». وقالت المغنية كاتي بيري أثناء أدائها أغنية: «بارت أوف مي»: «يقهر الحب الخوف والكراهية، وهو أكبر قوة لنا»، ثم طالبت الحضور بأن يحتضن كل منهم من يقف في جانبه. وقال بيبر مغني أغنية «سوري»: «أغتنم هذه اللحظة لتكريم من فقدناهم. أقول للعائلات إننا نحبكم جداً». وحصل حوالى 14 ألف شخص كانوا حضروا حفل غراندي في 22 أيار على تذاكر مجانية. وقالت شانون بيثمان (14 سنة) التي أصيبت في تفجير الشهر الماضي: «أنا سعيدة لكنني خائفة. كنت في مانشستر أرينا وأصبت». الجرحى الأجانب وفيما وصفت ماي الهجوم بأنه «يستهدف لندن والمملكة المتحدة والعالم الحر»، بعدما أدى الى سقوط ضحايا من جنسيات عدة، أعلنت أستراليا ونيوزيلندا بعد فرنسا وكندا، جرح عدد من مواطنيها في الهجوم. وأوضحت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب أن المواطنة كانديس هيدغ تتعافى في مستشفى، فيما تلقى رجل آخر يدعى أندرو موريسون بعض الغرز وهو في طريق العودة إلى أستراليا، كما نجري تحقيقات في شأن وضع الأسترالي الثالث». وبثت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية لقطة لموريسون وهو يضع ضمادة ملطخة بالدماء على رقبته ويقول: «ظهر فجأة شخص يحمل سكيناً. تفاديته لكنه استطاع إصابتي». وتعليقاً على قول ماي إن بريطانيا «يجب أن تكون أكثر صرامة في اجتثاث التطرف الإسلامي، وانه «حان وقت القول طفح الكيل»، أبلغت بيشوب هيئة الإذاعة الأسترالية أن «رئيسة الوزراء البريطانية تعبر عن وجهات نظر وآراء شعبها الذي تعرض لعدد من الهجمات الوحشية». وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة في نيوزيلندا أن المفوضية العليا للبلاد في لندن تقدم مساعدة لنيوزيلندي يدعى أوليفر داولينغ المطعون في الوجه والرقبة والمعدة. تغريدات ترامب على صعيد آخر، تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانتقادات بسبب سخريته من قول رئيس بلدية لندن صادق خان بعد هجوم السبت إن «لا شيء يدعو للقلق». ورد ناطق باسم خان قائلاً: «رئيس البلدية مشغول بالعمل مع الشرطة وأجهزة الطوارئ والحكومة لتنسيق خطة مواجهة الهجوم الإرهابي المروع والجبان، ما يعني أن لديه أموراً يفعلها أهم كثيراً من الرد على تغريدة غير مدروسة لترامب تعمدت اقتطاع تصريحاته من سياقها، والتي حض فيها سكان لندن على عدم الانزعاج من رؤية مزيد من الشرطيين، وبينهم ضباط مسلحون في الشوارع». وقال نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، وهو ديموقراطي: «أساء ترامب تفسير ما قاله خان. لا أعتقد بأن الوقت مناسب لإثارة الانقسام بعد هجوم إرهابي كبير، وانتقاد رئيس بلدية يحاول تنظيم خطة المدينة لمواجهة الهجوم». وأكد السناتور مارك وارنر، وهو ديموقراطي ونائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، انزعاجه من كتابة ترامب تغريدات من هذا النوع بعد هجمات لندن. وأمس، تابع ترامب ضغطه لتنفيذ حظر السفر المثير للجدل بعد هجوم لندن، ودعا الى وزارة العدل الى «إبقاء حظر السفر الأصلي وليس المخفف. النسخة الصحيحة سياسياً التي قدموها للمحكمة العليا الأميركية». وأضاف: «يجب أن تطلب وزارة العدل جلسة عاجلة في شأن حظر السفر المخفف أمام المحكمة العليا، وتسعى الى نسخة أكثر صرامة». في سيدني، أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيستمرون في قتال المتطرفين الإسلاميين ولن تخيفهم الهجمات التي يشنها «داعش» على الغرب. وقال: «نحن متحدون في عزمنا على مواجهة عدو يعتقد بأنه سيخيفنا عبر إيذائنا. ونحن لا نخاف». اما رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول فتوقع أن يشهد العالم مزيداً من الهجمات، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي «يجب أن يتحلى باليقظة والعزم والجرأة حيال هذه المشكلة». وأضاف: «الإرهابيون المجرمون جبناء، ولا شيء بطولياً في ما يفعلونه».