استغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوم لندن ليل السبت، وروّج عبر موقع «تويتر» لحظر السفر المثير للجدل «من أجل رفع مستوى الأمان». وهو كان قدم أخيراً طلباً عاجلاً لإعادة المحكمة العليا الأمر التنفيذي الذي أصدره لحرمان مواطني ست دول، غالبية سكانها مسلمون، من دخول الولاياتالمتحدة. ثم أعلن البيت الأبيض في بيان أن «الرئيس تحدث مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتقديم التعازي وعرض دعم واشنطن الكامل في التحقيقات من أجل مثول الجناة أمام العدالة». أما وزارة الخارجية الأميركية، فأعلنت أنها تراقب الوضع عن كثب في لندن، ونصحت الرعايا الأميركيين في بريطانيا بمراعاة نصائح السلطات المحلية والإبقاء على اليقظة الأمنية. وكتب ترامب على «تويتر» مباشرة بعد الهجوم: «ستفعل الولاياتالمتحدة كل ما في وسعها لمساعدة بريطانيا. نحتاج الى التحلي بالذكاء واليقظة والشدة. نريد أن تعيد لنا المحاكم حقوقنا. ثم أضاف صباح الأحد: «قتِل 7 على الأقل وجرح 48 في هجوم إرهابي ورئيس بلدية لندن (صادق خان) يؤكد أن لا شيء يدعو للقلق»، في إشارة الى قول خان بعد الهجوم أن «سكان لندن سيشهدون وجوداً متزايداً للشرطيين في المدينة بعد الهجوم الدامي، لكن ليس هناك ما يدعو للقلق». وانتخب خان العام الماضي رئيساً لبلدية لندن ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في عاصمة غربية. وفيما يقول منتقدون إن منطق ترامب «معيب»، ويهاجمون بعنف الحظر على السفر، ويصفونه بأنه «عنصري»، أكدت وزارة الداخلية الأميركية بأنها «لا تملك معلومات حالياً عن تهديد إرهابي محدد أو حقيقي في الولاياتالمتحدة». وقال مسؤولو إنفاذ القانون في المدن الأميركية الكبيرة إنهم لا يعلمون بأي تهديدات، لكنهم على أهبة الاستعداد. وأفادت إدارة شرطة لوس أنجليس بأنه «لا تهديد حقيقياً في المدينة، لكننا نطالب السكان باليقظة». ونشر مكتب مكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك فرق الاستجابة للطوارئ في مناطق تشهد حركة مشاة كثيفة، بالتزامن مع إصدار حاكم المدينة أندرو كومو أوامر بتشديد إجراءات الأمن والدوريات في المواقع الشهيرة، بينها المطارات والجسور والأنفاق وأنظمة النقل الجماعي. في ألمانيا، صرحت المستشارة أنغيلا مركل بأنها تشعر بحزن وفزع بعد هجوم لندن، مضيفة أن بلادها تساند بريطانيا في الحرب على الإرهاب، وقالت في بيان: «نتحد جميعاً اليوم عبر الحدود في فزع وحزن ولكن بإصرار». وأعقب ذلك إعلان مسؤول حكومي أن لا مؤشرات الى وجود ألمان بين ضحايا هجوم لندن، لكن تأكيد الأمر يحتاج الى وقت. في المقابل، أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جرح فرنسيَين على الأقل في الهجوم، أحدهما إصابته خطرة، فيما كشف رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول أن أستراليين تأثرا مباشرة بهجوم لندن. وأكد نقل إحدى الضحيتين إلى المستشفى، وإجراء اتصالات لمعرفة وضع الشخص الثاني. وقال ترنبول: «الهجوم مثال وحشي آخر للواقع الجديد الذي نعيشه والتهديد الدائم للإرهابيين الإسلاميين القتلة ونيتهم الإضرار بمجتمعاتنا وأسلوب حياتنا وحرياتنا التي نعتز بها». ونصحت الحكومة الاسترالية مواطنيها في بريطانيا بالابتعاد عن جسر لندن ومنطقة بورو ماركت، حيث قتل مهاجمون ستة أشخاص على الأقل وجرحوا حوالى 50. وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه في ضحايا الهجوم عبر برقية أرسلها الى رئيسة الوزراء البريطانية ماي. وأفاد الكرملين بأن «الرئيس بوتين أبدى ثقته بأن حشد الجهود المشتركة لمحاربة قوى الإرهاب في انحاء العالم سيصبح الرد المشترك على ما حدث». وناشد البابا فرنسيس الكاثوليكيين الصلاة من أجل ضحايا هجوم لندن، وقال خلال عظته الأسبوعية: «تعرض المدنيون الأبرياء في لندن لبلاء الحرب والإرهاب. لنصلِّ من أجل ضحايا هجوم لندن وعائلاتهم». الى ذلك، وصفت إيران هجمات لندن بأنها «جرس إنذار»، وحضت الدول الغربية على بذل جهود إضافية لملاحقة المصادر المالية والأيديولوجية للإرهاب. وقال بهرام قاسمي، الناطق باسم وزارة الخارجية: «الهجمات الإرهابية العشوائية المتكررة في أنحاء العالم جرس إنذار للمجتمع الدولي».