وضع الهلال قدماً في دور ال8 من دوري أبطال آسيا بعد أن عاد بانتصار ثمين من أمام مستضيفه بونيودكور الأوزبكي في ذهاب ثمن النهائي، على رغم كثرة الغيابات التي دهمت الفريق، ونجح سالم الدوسري في تدوين اسمه مسجلاً هدف الهلال الوحيد. وعلى ملعب بار في طشقند، بدا الارتباك واضحاً على أصحاب الأرض في دقائق المباراة الأولى، وخصوصاً في مناطقهم الخلفية، لكن الهجوم الهلالي لم يستغل كل هفوات الخصم في ظل تراجع ياسر القحطاني إلى وسط الملعب لصناعة اللعب ومساندة الشلهوب في الجهة اليسرى، وساد الحذر في الدقائق ال10 الأولى من المباراة، إذا ما استثنينا الهفوة الدفاعية التي ارتكبها ديغاو في عمق الدفاع وصلت من خلاله الكرة إلى المهاجم الأوزبكي زانيوف الذي واجه السديري، غير أنه لم يحسن استغلال الفرصة. ومع مرور الوقت تحسن أداء لاعبي الهلال بفضل خط الوسط الذي استطاع إحكام سيطرته على منطقة المناورة مع تراجع الضيوف واعتمادهم على الهجمات المرتدة التي دائماً يقودها رشيدوف من الجهة اليمنى، ويرسل الكرات العرضية إلى المهاجم ألكسندر الذي عزل عن جميع الكرات الهوائية واستطاع الكوري كواك أن ينهي خطورته. ومن كرة متبادلة بين المزعج سالم الدوسري والشمراني سددها الأخير في القائم فإن الحكم المساعد احتسبها على الشمراني تسللاً، أتبعها بدقائق الدوسري بتسديدة اعتلت القائم بقليل (12)، وجاء التهديد الأول لبنونيودكور من ألكسندر بكرة رأسية مرت بسلام على مرمى السديري (15)، ومن كرة متبادلة بين لاعبي أصحاب الأرض كاد رشيدوف يفتتح التسجيل من تسديدة من داخل منطقة الجزاء، إلا أن القائم حرمه من هدف محقق، وعادت الكرة إلى أحضان السديري (18)، وجلبت الطلعة الهجومية الأولى لظهير الهلال الأيسر عبدالله الزوري الأفراح لفريقه بعد أن استطاع أن يتوغل من الجهة اليسرى ويسدد كرة قوية ارتدت من الحارس لتجد سالم الدوسري الذي سددها قوية من أعماق قلبه استقرت في شباك الحارس الأوزبكي (38)، هذا الهدف من الضيوف منحهم مزيداً من الثقة، ومرت الدقائق من دون خطورة على الفريقين قبل التوجه إلى غرفة تغيير الملابس بين شوطي اللقاء. وفي شوط المباراة الثاني، رمى الضيوف بكامل ثقلهم وأجرى مدربهم تغييراً على مستوى العناصر بعد أن زج بالمهاجمين الإسباني غوتو والأوزبكي ديشور لتعزيز النواحي الهجومية، لكنه لم يغير من تكتيكه الذي حفظه الجابر عن ظهر قلب، وظل معتمداً على سرعة رشيدوف من الجهة اليمنى ولعب الكرات الساقطة داخل منطقة الجزاء، واستطاع الجابر إغلاق هذه الجهة وتعطيل الهجمات الأوزبكية بوجود كاتسلو إضافة إلى إشراك عبداللطيف الغنام بديلاً عن المهاجم ياسر القحطاني لإيقاف الهجوم الأوزبكي الذي يعتمد على الغزو من الأطراف، ولاحت للاعبي الهلال فرص عدة لتعزيز تقدمهم بدأها الشلهوب بتسديدة قوية من كرة ثابتة حولها الحارس إلى ركلة ركنية نفذها اللاعب نفسه إلى رأس الكوري كواك الذي بدوره حولها إلى المتمركز عبدالله الزوري فلعبها في شكل رائع مقصية اعتلت القائم بقليل (58)، وقبل نهاية المباراة بثلث ساعة حاول أصحاب الأرض تنظيم صفوفهم والبحث عن هدف التعديل، وفي المقابل عاد لاعبو الهلال إلى مناطقهم الخلفية للحفاظ على هدف التقدم والبحث عن الهجمات المرتدة السريعة، واستطاع السديري أن يتصدى لأكثر من كرة خطرة في دقائق المباراة الأخيرة ليبقي شباكه نظيفة من دون أهداف للمباراة الرابعة على التوالي في دوري أبطال آسيا.