لم تقف حرمة شهر رمضان الفضيل عائقاً أمام مجرمي الإرهاب المخربين، المتعطشين للدماء في أي مكان وزمان، إذ حصدت الجرائم الإرهابية التي تم ارتكابها خلال العامين الأخيرين في شهر رمضان أرواح العشرات في عمليات إرهابية متفرقة، وكشفت العمليات الأخيرة ارتفاع نسبة الهجمات الإرهابية في المناسبات الدينية. سلسلة العمليات الإرهابية الأخيرة، أثبتت استباحة الإرهابيين من أفراد وجماعات وخلايا لحرمة المكان أولاً باتخاذ المساجد والجوامع مسرحاً للعمليات الدموية، فيما استباحت أيضاً الجماعات الإرهابية حرمة الشهر الفضيل بتخصيصه كتوقيت «استراتيجي» لتنفيذ الهجمات الإرهابية. وبدأت سلسلة الأعمال الإرهابية في محرم باستهداف حسينية في الأحساء، ثم مسجد في القديح بالقطيف، وبعده مسجد في العنود بالدمام، وبتفجير انتحاري، طاول مسجد الإمام الصادق في حي الصوابر في الكويت، وذلك في أواخر حزيران (يونيو) 2015، الموافق التاسع من رمضان للعام الهجري 1436ه، وتبنى التنظيم الأكثر دموية «داعش» ذلك الهجوم الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، خلال أداء صلاة الجمعة، ونتج عن الحادثة مقتل 27 شخصاً من المصلين وإصابة 227 آخرين. كما شهد شهر رمضان المبارك، العام الماضي، عمليات إرهابية داخل المملكة، من بينها العملية الاكثر بشاعة في تاريخ العمليات الإرهابية، وهي محاولة تفجير المسجد النبوي وقت آذان المغرب في موقف سيارات تابع لمركز قوات الطوارئ، وأقدم تنظيم «داعش» الإرهابي في رمضان الماضي الموافق تموز (يوليو) 2016 على عدد من العمليات الإرهابية في المملكة، بدأت بمحاولة استهداف القنصلية الأميركية في جدة، تلاها محاولة تفجير مسجد في القطيف شرق المملكة، مع آذان المغرب بالتزامن مع تفجير المدينةالمنورة الذي نتج عنه استشهاد أربعة من رجال قوات الطوارئ السعودية، وإصابة 10 آخرين، وذلك بعد أن فجر انتحاري نفسه مستغلا تجمع رجال الأمن قبل الإفطار. وجاءت تلك الهجمات بعد هجوم مطار أتاتورك في تركيا الذي راح ضحيته 43 شخصاً وأصيب 239 آخرون، وتفجيرات بغداد التي وقعت في مناطق عدة وأسفرت عن مقتل أكثر من 324 شخصاً وإصابة 250 آخرين. وفي رمضان الجاري تتابع الجماعات الإرهابية نهجها في استباحة الدماء وحرمة الشهر الفضيل، إذ تعرضت دورية أمن صباح اليوم الثالث من شهر رمضان الجاري، لانفجار عبوة ناسفة من نوع «I. E. D» وهي تؤدي مهامها بالقرب من دوار حي الريف ببلدة العوامية بمحافظة القطيف شرق المملكة، ما نتج عنه إصابة رجل أمن واستشهاد آخر متأثرا بإصابته. كما أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس الجمعة مقتل اثنين من الإرهابيين داخل سيارة بعد إطلاق النار عليها، مشيرة إلى أن السيارة كانت تحمل أسلحة وذخيرة في منطقة العوامية (شرق المملكة)، إذ قامت الجهات الأمنية بفرض طوق أمني في موقع انفجار مركبة رباعية الدفع في طريق الملك عبدالعزيز في الحي ذاته ما أدى إلى مقتل مطلوبين. وكانت المركبة متجهةً إلى بلدة العوامية، التي يشهد أحد أحيائها «المسورة» أعمال تطوير تقوم بها أمانة المنطقة الشرقية بعد تعويض أصحاب العقارات وإخلائها من السكان باستثناء عدد من المطلوبين الذين يتحصنون فيها، والذين يقاومون أعمال التطوير، بعدما اتخذوا الحي بمنازله الخربة وكراً لهم لممارسة أعمالهم الإرهابية. ومنذ انطلاق أعمال تطوير «المسورة» قام المطلوبون باستهداف المعدات التابعة لأمانة المنطقة الشرقية، إضافة إلى عدد من الدوريات التي تحضر لتأمين أعمال الهدم، وأسفرت تلك الأعمال عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الأمن، ومواطنين ومقيمين كانوا في محيط الحي، إضافة إلى استخدام المطلوبين أسلحة خفيفة ومتوسطة ذات استخدامات عسكرية، وقيامهم بتصنيع عدد من القنابل المصنعة محلياً واستهداف الدوريات الأمنية بها.