دخل الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر أمس، إلى مدينة الجفرة في وسط البلاد. وأفادت عسكرية بأن التقدم إلى الجفرة تم من مدخلها الغربي في ودان، حيث اشتبك الجيش مع مسلحين تشاديين مختبئين في مزارع منتشرة في المنطقة. وكان الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري أعلن أن «سلاح الجو استهدف مواقع الجماعات الإرهابية في منطقة الجفرة ومحيطها، وأن القوات البرية باتت على مشارفها وستدخل المعركة مباشرةً بعد إنهاك الجماعات الإرهابية بالضربات الجوية». وأضاف أن «القصف الجوي استهدف 6 سيارات مسلحة لسرايا الدفاع عن بنغازي دُمِّرت بالكامل أثناء دخولها مدينة هون، إضافةً إلى استهداف أحد مخازن الذخيرة». وشن الطيران الحربي الليبي أكثر من 10 غارات على مدينة هون في منطقة الجفرة، استهدفت إحدى المزارع ومقر الشرطة العسكرية والقاعدة الجوية الواقعة ضمن الحدود الإدارية لهون. من جهة أخرى، قالت قوة تعمل تحت إمرة حكومة الوفاق الليبية التي توسطت الأممالمتحدة في تشكيلها، إنها تعمل على تأمين المطار الرئيسي في طرابلس والمغلق منذ تعرضه لأضرار شديدة في قتال بين ميليشيات وقع عام 2014 وكان يسيطر عليه فصيل منافس حتى الأسبوع الماضي. وتمكن الحرس الرئاسي الذي شكلته حكومة الوفاق الوطني التي تساندها المنظمة الدولية من الوصول إلى مطار طرابلس الدولي، بعدما دانت الغلبة في قتال ضار حصل في العاصمة يوم الجمعة الماضي، لجماعات متحالفة معها في شكل فضفاض. وحلقت طائرة ركاب أول من أمس، على ارتفاع منخفض فوق المطار كي تظهر للصحافيين أن المكان بات آمناً. وقال رئيس الحرس الرئاسي نجمي الناكوع: «نحن في مطار طرابلس الدولي من دون أي تحكم من أي جهة. الآن المطار يؤمَّن من قوات شرعية». وأضاف أن معسكرات وغيرها من المواقع الاستراتيجية سُلِّمت للسلطات المختصة بعد اشتباكات الجمعة. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن الأوضاع الأمنية لا تزال غير مناسبة لإعادة فتح سفارتها في ليبيا، على رغم تصريحات لرئيس الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة قال فيها إن باريس تريد إعادة فتح بعثتها الديبلوماسية قريباً. وأغلقت فرنسا سفارتها في طرابلس عام 2014 وسط تزايد الاضطرابات في البلاد، لكن رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج قال في بيان في 30 أيار (مايو) الماضي، إن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون وعده بإعادة فتح السفارة في أقرب وقت ممكن. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال: «سفارتنا الخاصة بليبيا موجودة حالياً في تونس. نود إعادة فتحها في طرابلس بمجرد أن تصبح الأوضاع الأمنية ملائمة». وأضاف أن المبعوث الفرنسي الحالي يزور ليبيا بانتظام. وأصدر مكتب ماكرون بياناً أول من أمس، بعد يومين من المحادثات مع السراج، وقال إن باريس ما زالت تدعم حكومته وتود أن تنعم ليبيا بالاستقرار والوحدة، استناداً إلى اتفاق سياسي بين الفصائل المتنافسة. وأعادت إيطاليا فتح سفارتها في طرابلس هذا العام لتصبح أول بعثة ديبلوماسية غربية تعود إلى البلاد. وكانت وزارة الخارجية في الحكومة الفرنسية السابقة تؤيد علناً حكومة السراج، في حين عملت وزارة الدفاع عن كثب مع حفتر.