أثارت غارة نفذها سلاح الجو التابع للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضد طائرة نقل عسكرية في قاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد، سجالاً حاداً، بعدما استهدفت وفداً تابعاً لحكومة الوفاق الوطني المنافسة، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى بينهم مسؤول عسكري في ميليشيات تابعة لمدينة مصراتة (وسط). وتكثفت أمس، الاتصالات لتهدئة الوضع، تحسباً لإقدام مسلحي مصراتة على فتح معركة ضد الجيش انتقاماً من الغارة التي وقعت الثلثاء. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد المسماري أمس، إن الغارة على قاعدة الجفرة الجوية، استهدفت طائرة عسكرية تنقل شحنات من الذخائر من مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة الميليشيات الإسلامية إلى القاعدة الجوية في وسط البلاد. وأضاف المسماري أن القصف استهدف أيضاً اجتماعاً للميليشيات، مؤكداً سقوط قتيل من تنظيم «القاعدة» من منطقة الجفرة، إضافة إلى عدد من الجرحى، مشيراً إلى أن الطائرة لم تصب بخسائر كبيرة. وطالب المسماري أهالي مدينة هون بإخراج الذخائر التي وصلت إلى الجفرة وخبئت في مصنع محلي للتمور. في المقابل، رد عضو المجلس البلدي في الجفرة عبداللطيف جلالا المحسوب على حكومة الوفاق، إن القصف استهدف «مطار الجفرة المدني وصالة المطار، وأسفر ذلك عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين». وأكد جلالا أن الصالة كان فيها وقت القصف «وفد مدني أتى إلى الجفرة للتعزية»، مطالباً المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بتحمل مسؤوليته لحماية المدنيين في المنطقة. وأضاف أن الجفرة «في منأى عن الصراعات الدائرة، وهناك بعض الأطراف تريد توريطها في قتال ليبي – ليبي»، مطالباً «كل الأطراف تجنيب المدينة صراعات». وأفادت تقارير بأن الغارة تزامنت مع هبوط طائرة النقل العسكرية الآتية من مصراتة وهي من طراز «سي–130». وعُلم أن القتيل يدعى محمد عبدالحفيظ الملقب ب «العكشي» في حين عرف من بين الجرحى، إبراهيم بيت المال وإبراهيم بن رجب وعياد العربي. وتقع الجفرة في وسط ليبيا وتضم إدارياً مدن: ودان وهون وسوكنة وزلة والفقهاء. ويسعى تنظيم «داعش» للسيطرة على المنطقة نظراً إلى موقعها الإستراتيجي كونها تضم شبكة طرق تجعلها مركز وسط البلاد، وهي تربط الشمال بالجنوب وتقع تحت سيطرة ميليشيات إسلامية وتنظيمات متشددة. وتحتوي مناطق الجفرة على أكبر مخازن لتسليح للجيش الليبي من عهد الزعيم الراحل العقيد معمر القذافي، وجزء كبير من هذه المخازن لم يستهدفه حلف شمال الأطلسي لدى تدخله بغارات ضد نظام القذافي في العام 2011. وينفذ الجيش الليبي ضربات في مناطق قريبة ضد قوات بينها مقاتلون إسلاميون يحتشدون لمحاولة استعادة السيطرة على عدة موانئ يسيطر عليها حرس المنشآت التابع لقيادة حفتر في منطقة «الهلال النفطي». لكن محمد قنونو، الناطق باسم القوات الجوية في مصراتة، قال ل «رويترز» إن الطائرة «سي-130» كانت تنقل وفداً من مصراتة. وأكد أن رئيس المجلس العسكري للمدينة إبراهيم بيت المال أصيب بجروح. وأضاف أن شخصاً قتل في الضربة. وأكد قنونو إنه يتحدث نيابة عن قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأممالمتحدة في طرابلس. وأضاف أن غرفة عمليات الطوارئ الخاصة بالقوات الجوية لحكومة الوفاق «تعتبر الهجوم عملاً إجرامياً لكنها سترد بحكمة حفاظاً على مصلحة الليبيين». أتى ذلك غداة إعلان حفتر أن روسيا مستعدة للعمل على إنهاء حظر بيع السلاح المفروض على ليبيا، وبالتالي تسليم قواته السلاح. وقال حفتر في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، إن الحكومة الروسية وعدته بتقديم مساعدة عسكرية لقواته خلال زيارة قام بها أخيراً لموسكو، ولكن بعد إلغاء حظر السلاح المفروض على ليبيا. إلا أن حفتر أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سيتصرف في شكل يتيح رفع الحظر».