أكد مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري التزام سورية مجددا بالصكوك والقرارات الدولية لمواجهة التهديد المتمثل بوصول أسلحة الدمار الشامل إلى "الإرهابيين"، مشددا على أن "سورية تطالب مجلس الأمن بضمان عدم حصول الإرهابيين على الأسلحة ومساءلة الدول الداعمة لهم". ولفت الجعفري في بيان سورية خلال جلسة لمجلس الأمن حول القرار 1540 الخاص بمنع "الإرهابيين" من حيازة وتصنيع أسلحة الدمار الشامل إلى "تورط دول أعضاء في المنظمة الدولية بتزويد المجموعات الإرهابية بأسلحة كيماوية أو مواد إنتاجها وإلى انخراط دول أخرى عضو في مجلس الأمن في غض الطرف عن هذه الانتهاكات الجسيمة التي تمثل تهديدا خطيرا يطول العالم بأسره"، مشيرا إلى أن "مجلس الأمن الدولي لم يحرك ساكناً تجاه الدعوات السورية لاحترام القرار 1540 لأن دولاً نافذة لم تتحمل مسؤوليتها ومنعته من ذلك". وقال الجعفري "تكتسي مبادرتكم لتنظيم هذا النقاش المفتوح أهمية كبيرة في الوقت الراهن فقبل عشر سنوات اعتمد مجلس الأمن بالإجماع قراره رقم 1540 إدراكا منه للحاجة إلى تعزيز الجهود الهادفة لحفظ السلم والأمن الدوليين والحد من التهديدات الناشئة عن إمكانية حصول الجماعات الإرهابية والجهات الفاعلة الأخرى من غير الدول على أسلحة دمار شامل أو مواد تصنيعها أو إيصالها وقد حققت الجهود التي بذلت على الصعد الدولية والإقليمية والوطنية لتطبيق أحكام هذا القرار بعض النتائج الإيجابية التي تمثلت في تضييق الثغرات التي تتيح للمجموعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة العابرة للقارات وللحدود الحصول على أسلحة الدمار الشامل والإتجار بها". وأكد الجعفري أن "هذا الأمر الخطير قد تجلى كحقيقة فيما شهدته سورية من استخدام لمواد كيماوية مرات عدة ضد المدنيين والعسكريين من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وبدعم من دول عربية وإقليمية وتواطؤ أجهزة استخبارات دول نافذة في المجلس" مذكرا بأن "حكومة سورية كانت حذرت مرارا وتكرارا من خلال مئات الرسائل الرسمية التي وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء مجلس الأمن ولجنة القرار 1540 من قيام بعض الدول الداعمة للإرهاب في سورية بتسهيل حصول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تنشط في سورية على أسلحة كيماوية". وأوضح الجعفري أن "سورية قدمت لمجلس الأمن وللجنته الفرعية المعنية بتطبيق القرار 1540 بدءا من رسالتنا المؤرخة في 8/12/2012 وانتهاء برسالتنا المؤرخة في 7/4/2014 معلومات مفصلة وموثقة عن قيام عناصر من تنظيم القاعدة بتصنيع واختبار أسلحة كيماوية في مختبر يقع في مدينة غازي عنتاب التركية تمهيدا لاستخدامها ضد المدنيين السوريين وكذلك عن محاولة الإرهابيين إدخال كمية من غاز السارين عبر الأراضي التركية بعد أن نقلوها على متن طائرة مدنية وصلت إلى تركيا من ليبيا لاستخدام هذا الغاز في سورية وتوجيه الاتهام لاحقا للحكومة السورية". ورأى مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة أنه "رغم كل ما تكشف عن محاولات المجموعات الإرهابية تهريب أسلحة كيماوية ومنها غاز السارين عبر الأراضي التركية إلى سورية ورغم التقارير الدقيقة التي تتحدث عن وقوف دول بعينها خلف الاعتداءات التي طالت ريف دمشق في 21/8/2013 فإن مجلس الأمن لم يحرك ساكنا لأن دولاً نافذة فيه قد عملت على منع الأممالمتحدة من الاضطلاع بمسوءولياتها في مواجهة التهديد الإرهابي الذي تتعرض له سورية دولة وحكومة وشعبا والذي يمثل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". وختم الجعفري بالقول "إن حكومة الجمهورية العربية السورية تطالب مجلس الأمن مجددا بالاضطلاع بالمهام الموكلة إليه لضمان عدم حصول المجموعات الإرهابية العاملة فوق أراضي سورية على أسلحة الدمار الشامل ومساءلة الدول الداعمة للإرهاب في سورية لأن من شأن ذلك المساهمة بشكل فعال في الجهود الرامية لحفظ السلم والأمن الدوليين".