كشفت مصادر تعليمية مطلعة ل «الحياة» شروع لجان تربوية تتبع لإدارة التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة أخيراً في حصر شامل لكل معلمي مواد التربية الإسلامية داخل مدارس المنطقة، بغية الاستفادة منهم في تغطية العجز الحاصل في عدد المعلمين السعوديين في حلقات تحفيظ القرآن الكريم. وأشارت إلى أن الإسراع في حصر معلمي المواد الإسلامية يأتي بسبب ضعف إقبال المعلمين السعوديين على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم داخل المنطقة، نظراً إلى المردود المالي الضعيف الذي تمنحه الجمعية مقابل العمل تحت منظومتها، إضافةً إلى ساعات الدوام الإضافية التي يلزم بها المعلم حال التحاقه بالحلقة. ولفتت المصادر إلى أن الحصر الذي يعد الأول من نوعه داخل المنطقة سبب توجساً كبيراً لدى عدد من المعلمين خوفاً من أن يتم إلزامهم بدوام إضافي من الوزارة، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم يرى أن المقابل المادي ضعيف جداً ولا يزيد على 400 ريال في الشهر الواحد مقارنةً بساعات العمل التي تتجاوز أربع ساعات كل يوم تقريباً. وأفادت أن الحصر شمل تقييد وجمع كل المعلومات عن معلمي المواد الإسلامية، من طريق مقدار حفظ كل واحد منهم للقرآن الكريم، وهل سبق لأي منهم أن التحق بحلقات التحفيظ أو عمل بداخلها كمدرس للقرآن خلال الفترة الماضية، إضافةً إلى تسجيل وحصر كل من لديه إجازة شرعية سابقة في حفظ القرآن أو تعليمه لدى أحد العلماء أو المشائخ. وسبق أن وجهت الجهات المختصة في إمارة منطقة مكةالمكرمة بمنع أي معلم أو محفظ غير سعودي من العمل في الحلق القرآنية، مطالبة بأن يقتصر الأمر على السعوديين فقط سواء في الحلق أو دور التحفيظ. وشمل القرار الذي وجهت به الإمارة 12 محافظة في المنطقة. وأقرت الجمعية حينها بقلة عدد المعلمين والمحفظين السعوديين في جميع حلق التحفيظ والدور القرآنية، بالمقارنة بغير السعوديين، وأرجعت سبب إعراض السعوديين عن العمل في الحلق والدور القرآنية إلى المكافأة الضعيفة التي ترصدها للمعلمين والمحفظين، ولا تتجاوز 400 ريال شهرياً. وتُعدُّ الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة أقدم جمعيات التحفيظ في المملكة.