تجاوزت اسعار الخام امس مستوى 66 دولاراً للبرميل محققة ارتفاعاً، حتى نهاية تداول الشهر الجاري، بنسبة 28 في المئة في اكبر مكاسب شهرية للنفط والمعادن منذ خروج آسيا من الركود العام 1999. في الوقت ذاته سجلت مؤشرات البورصات الدولية تقدماً ملموساً مع بيانات اميركية وآسيوية متفائلة وبريطانية ايجابية عن القطاع العقاري واحصاءات اوروبية عن مستوى التضخم. وتزامنت بوادر الخروج من ازمة الائتمان مع تراجع في سعر صرف الدولار مقابل سلة عملات قبيل زيارة متوقعة الاسبوع المقبل لوزير الخزانة الاميركي تيم غايتنر الى الصين، ناقلاً الى قادتها تأكيدات بان ادارة الرئيس اوباما ملتزمة تصحيح ميزان مدفوعاتها لوقف تآكل قيمة الدولار وضمانات في شأن مستقبل الاستثمارات. وفي جانب الاسواق سجل مؤشر «ام اس سي آي»، الذي يقيس اداء 23 سوقاً ناشئة، الشهر الجاري افضل اداء منذ بدء ازمة الائتمان منتصف 2007 وارتفع 8.2 في المئة بعدما اقتنع المستثمرون ان 13 تريليون دولار، ضختها الحكومات او تعهدات بضمانات حماية خلال برامج الحفز الاقتصادي، بدأت تعيد الدورة الاقتصادية الى مسارها على رغم خسارة 1.47 تريليون دولار في الازمة. واظهرت احصاءات يابانية عن الشهر الجاري ان الناتج الصناعي ارتفع بنسبة 5.2 في المئة، وهي الاكبر في اي وقت منذ العام 1953. في حين نما الاقتصاد الهندي اكثر من المتوقع. وقال جون اندرسون مدير «صندوق رونسبيرغ» الاستثماري لتلفزيون «بلومبيرغ» امس: «بدأت الايجابيات تظهر مع خروج القطاع المصرفي من غرفة العناية الفائقة لكن النقاهة تحتاج وقتاً بسبب الخسائر الضخمة المسجلة». وكانت أرقام أفضل لطلبيات توريد السلع المعمرة الاميركية الخميس عززت التوقعات بأن التباطوء ربما ينحسر على رغم استمرار المخاوف في شأن تفاقم مديونية الحكومات الغربية. كما ساهمت بيانات لوزارة التجارة الاميركية عن أن الاقتصاد انكمش أقل من المتوقع في الربع الاول من السنة، في دفع المؤشرات الاميركية الى الاعلى للشهر الثالث على التوالي لكن «داوجونز» لا يزال تحت عتبة 8500 نقطة التي سجلها قبل اسبوعين، واقتصر تراجعه على نحو اربعة الاف نقطة منه قبل 52 اسبوعاً. وانخفض اجمالي الناتج المحلي الاميركي، الذي يقيس اجمالي السلع والخدمات المنتجة، بمعدل سنوي 5.7 في المئة بنسبة أقل من 6.1 في المئة التي توقعتها الحكومة الشهر الماضي. وأظهر التقرير الاولي لوزارة التجارة ان ارباح الشركات بعد حسم الضرائب زادت بنسبة 1.1 في المئة في الربع الاول وهي الزيادة الاولى في عام بعد انخفاضها بنسبة 10.7 في المئة في الربع الاخير من العام الماضي. ومع تسجيل الخام الاميركي 66.47 دولار للبرميل، وهو اعلى مستوى له منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ارتفعت اسعار المعادن الاخرى في بورصة السلع اللندنية، مثل الفضة والنحاس والكوبالت وغيرها بعد توقعات زيادة الطلب حول العالم خصوصاً في الصين والولايات المتحدة واليابان.