أعلنت السلطات السورية خروج آخر مجموعة من عناصر المعارضة المسلحة مع عوائلهم حي برزة الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق. ونقل التلفزيون السوري الرسمي نقلاً عن محافظ دمشق بشر الصبان أن آخر مجموعات المعارضة غادروا حي برزة على أطراف العاصمة دمشق أمس نحو الشمال السوري. وبخروج آخر دفعة من عناصر المعارضة تكون القوات النظامية قد استعادت السيطرة على كامل أحياء دمشقالشرقية باستثناء حي جوبر. وتضم هذه الدفعة المئات من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين رافضين «التسوية والمصالحة مع النظام». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عدة حافلات انطلقت من الحي أمس وبدأت المغادرة نحو وجهتها النهائية وهي محافظة إدلب أو مدينة جرابلس في الريف الشمالي لحلب. وأكدت مصادر متقاطعة ل «المرصد السوري» أنه ستتم «تسوية أوضاع» من وافقوا على البقاء داخل برزة. ومنذ ال9 من أيار (مايو) الجاري جرى تهجير 3 دفعات من حي برزة نحو الشمال السوري. وضمت هذه الدفعات مئات المقاتلين مع عوائلهم ومن رغب في الخروج من حي برزة. وكان «المرصد السوري» قد أفاد في ال8 من الشهر الجاري أن أحد بنود «اتفاق برزة» ينص على ألا تدخل قوات النظام أو أجهزة الشرطة والمخابرات الحي لمدة 6 أشهر، يمكن فيها من تبقى في الحي أن يعمد إلى «مصالحة النظام وتسوية وضعه»، أو أن يغادر الحي، إلى الوجهة التي يختارها، حيث جاءت عملية خروج أول دفعة بعد نحو 35 يوماً من الحصار المطبق لقوات النظام على حي برزة. وقالت مصادر ل «المرصد السوري» إنه سيجري ترحيل المئات من عناصر المعارضة باتجاه محافظة إدلب، أو جرابلس حيث تسيطر قوات «درع الفرات» المؤلفة من فصائل معارضة وقوات تركية والواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ دمشق بشر الصبان، قوله إن «تنفيذ اتفاق التسوية في حي برزة مستمر حتى إنهاء جميع المظاهر المسلحة فيه تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه». إلى ذلك تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في محور حوش الضواهرة بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية في ضواحي العاصمة دمشق، في محاولة من قبل قوات النظام للتقدم في المنطقة، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك. كما اندلعت اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محور بلدة اليادودة، بريف درعا الغربي، بينما قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الأحد-الإثنين، مناطق في السهول المحيطة ببلدة أم ولد في ريف درعا. وفي دير الزور، دارت مواجهات بين قوات النظام وعناصر المعارضة في محور المقابر بمحيط مدينة دير الزور، ومحيط مطار دير الزور العسكري. وقتل شخص من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي جراء قصف طائرات التحالف الدولي حافلة نقل ركاب بين مدينتي دير الزور والرقة. وفي محافظة حماه، نفذت الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الأحد- الإثنين، ما لا يقل عن 15 غارة على مناطق في ناحية عقيربات، ومحيطها وقريتي حمادة عمر وسوحا بريف حماة الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، حيث يشهد الريف الحموي الشرقي منذ أيام تكثيفاً للقصف الجوي الذي يستهدف قراها وبلداتها بحسب ما أفاد «المرصد السوري». ويتزامن ذلك مع العملية العسكرية لقوات النظام في ريف حلب الشرقي والتي وصلت إلى تخوم بلدة مسكنة، ومع المعارك التي تدور بين التنظيم وقوات النظام ببادية حمص الشرقية، في محاولة من الأخير لتحقيق تقدم واسع واستعادة السيطرة على كامل المنطقة من شاعر وشمال طريق تدمر– حمص، وصولاً إلى بحيرة الفرات المعروفة ب «بحيرة الأسد» ومنطقة مسكنة.