سيطرت القوات النظامية السورية تحت غطاء الطيران الروسي، على طريق استراتيجي في محافظة الرقة معقل «داعش» بالتزامن مع قطع «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية المدعومة من أميركا، طرقَ الإمداد الرئيسية للتنظيم بين ريف حلب الشرقي والحدود التركية، بعد تطويقها بالكامل مدينة منبج، في وقت عرقل إلقاء مروحيات 32 «برميلاً متفجراً» على داريا، توزيعَ المساعدات الغذائية في المدينةجنوب غربي دمشق لتنفيذ قرار الحكومة السورية إغاثة مناطق محاصرة بينها دوما في الغوطة الشرقية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي ومحاصرة مدينة منبج، مشيراً إلى «قطع الطريق الأخيرة بين منبج والحدود التركية»، بحيث تم قطع الطرق كافة من وإلى منبج المتصلة بمناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم: شمالاً نحو جرابلس الحدودية مع تركيا، من الجهة الجنوبيةالشرقية نحو مدينتي الطبقة والرقة، غرباً نحو مدينة الباب، أبرز معقل للجهاديين في محافظة حلب. وكتب الموفد الأميركي الخاص للرئيس باراك اوباما لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك في تغريدة على موقع «تويتر» الجمعة: «قوات سورية الديموقراطية قطعت الطريق بين منبج والباب. إرهابيو داعش باتوا مطوقين بالكامل ولا منفذ لهم». ولا يزال التنظيم يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية الى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة وطولاً، بحيث بات على عناصر «داعش» كي يتنقلوا بين الرقة والحدود التركية، سلوكَ طريق أكثر خطورة بالنسبة إليهم، لأن القوات النظامية قريبة منها. وحض «المجلس الإسلامي السوري»، الذي يشكل مرجعية لمعظم فصائل المعارضة، في بيان على «عدم التعاون مع هذه القوات إلا في دائرة الضرورة والموازنات التي يقدرها أهل الخبرة الثقات». وأضاف في بيان: «لا نقر بحال من الأحوال سعي هذا الحزب أو هذه القوات لإقامة كانتون (إقليم) كردي منفصل عن الأرض السورية». وأفاد «المرصد» و «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن القوات النظامية سيطرت على تقاطع طرق استراتيجي في محافظة الرقة الجمعة في أحدث تقدم لهذه القوات نحو معاقل «داعش» شرق البلاد. وأوضح «المرصد»: لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في الريف الجنوبي للطبقة، بين قوات النظام وقوات صقور الصحراء والمسلحين الموالين لها من طرف، والتنظيم من طرف آخر، حيث تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين لها من التقدم والوصول إلى مسافة لا تقل عن 15 كيلومتراً عن مطار الطبقة العسكري، بعد تمكنها من تثبيت سيطرتها على مفرق الطبقة- الرصافة- أثريا وحقول نفطية قربها». في ريف دمشق، عرقل القصف الجوي الكثيف لقوات النظام على مدينة داريا عملية توزيع المساعدات الغذائية غداة دخولها ليل الخميس- الجمعة إلى المدينة للمرة الأولى منذ العام 2012 بإشراف الهلال الأحمر السوري والأممالمتحدة. وأفاد ناشطون بإلقاء 32 «برميلاً» على المدنية. وتحدث الناشط في المجلس المحلي لداريا شادي مطر لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت، عن «قصف كثيف بالبراميل المتفجرة استهدف بشكل عشوائي المدينة منذ التاسعة صباح اليوم (أمس) ولم يتم بعد توزيع المساعدات التي دخلت المدينة، بسبب كثافة القصف». وقال ناطق باسم الأممالمتحدة إن قافلة مساعدات إنسانية دخلت ضاحية دوما شرق دمشق، لافتاً إلى أن المنظمة تنتظر موافقة على إغاثة حي الوعر في حمص والزبداني في ريف دمشق.