دافع وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي عن جهود مزعومة يبذلها جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب أبرز مستشاريه في البيت الأبيض، لإقامة قناة اتصال خلفية مع روسيا، إذ اعتبر الأمر «جيداً». وقال كيلي إنه لا يعرف هل أن التقارير التي نشرتها وسائل إعلام أميركية في شأن كوشنر صحيحة، مستدركاً أن اتصالات مشابهة عن إقامة قناة خلفية لا تزعجه ولن تؤذي المصالح الأمنية الأميركية. وأضاف: «الأمر طبيعي ومقبول. إن أي طريقة تمكّنك من التواصل مع الناس، لا سيّما مع منظمات قد لا تكون صديقة لنا، هي أمر جيد». لكن الديموقراطيين في الكونغرس طالبوا بالاستماع إلى كوشنر في شأن تلك المزاعم، لافتين إلى احتمال وجوب إلغاء تصريحه الأمني، علماً أن ترامب وصف التقارير في شأن صهره ب «أكاذيب ملفقة». وقال آدم شيف، أبرز ديموقراطيي لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إنه أمر «مقلق جداً» إذا سعت شخصية أساسية في حملة ترامب إلى اتصالات سرية خلال الفترة الانتقالية، مع بلد تتهمه أجهزة الاستخبارات الأميركية بالتدخل في انتخابات الرئاسة عام 2016. وأضاف أن على الحكومة أن «تحقّق بعمق» في الملف، وحضّ على مراجعة التصريح الأمني لكوشنر ل «معرفة إذا كان صادقاً». ووصف السيناتور الديموقراطي كوري بوكر، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، المزاعم في شأن كوشنر ب «خطرة»، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل. وأضاف: «هذه الإدارة لا تتحدث عن قيمنا، وتتملّق إلى قادة استبداديين، والنمط الآخر هو حديث مستمر عن اتصالات غير لائقة مع الروس». في موازاة متاعبه مع الروس، يواجه كوشنر ملفاً مفتوحاً في الصين، إذ دعا رئيس لجنة القضاء في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي إلى إجراء تحقيق في «تصريحات وبيانات مضللة ربما تنطوي على احتيال»، لشركات تشجع الاستثمار في مشروع تطوير عقاري يخصّ الشركة العائلية لصهر ترامب. مركل إلى ذلك، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن من الصواب الامتناع عن تجاهل خلافات مع الولاياتالمتحدة في شأن اتفاق باريس حول الاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن المناقشات التي أجرتها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في إيطاليا قبل أيام أظهرت أن إنجاح الاتفاق سيكون صعباً. وكان الرئيس الأميركي رفض تأييد الاتفاق خلال اجتماع المجموعة، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لاتخاذ قرار في شأنه. كما انتقد شركاء أساسيين في الحلف الأطلسي في شأن إنفاقهم العسكري. وأكدت مركل مجدداً أن الاعتماد على دول حليفة لم يعد ممكناً دوماً، مشددة على وجوب أن يتولى الأوروبيون مصيرهم بأيديهم، علماً أن تصريحاتها في هذا الصدد صدمت واشنطن ولندن. وكانت مركل قالت الأحد: «الوقت الذي كان يمكننا فيه الاعتماد بالكامل على آخرين انقضى نوعاً ما. شهدتُ ذلك في الأيام القليلة الماضية. لذلك يمكنني القول إن علينا نحن الأوروبيين أن نمسك بزمام مصائرنا بأيدينا، (مع الاحتفاظ) بصداقتنا مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا، وبوصفنا جيراناً طيبين كلما أمكن ذلك مع دول أخرى، حتى مع روسيا». وتطرّق شتيفن زايبرت، الناطق باسم المستشارة، إلى الضجة التي أثارتها تصريحات مركل، قائلاً: «كلماتها تعبّر عن نفسها. إنها واضحة ومفهومة. مَن تتكلم هي شخصية على قناعة عميقة بالعلاقات عبر الأطلسي». وذكّر ب «أهمية العلاقات الألمانية- الأميركية بالنسبة إليها»، معتبراً أنها «عماد قوي لسياستنا الخارجية والأمنية، وستواصل ألمانيا العمل لتعزيزها». وتابع: «لأن العلاقات عبر الأطلسي مهمة جداً بالنسبة إلى المستشارة، فمن الصائب من وجهة نظرها التحدث بصراحة عن الخلافات» مع الولاياتالمتحدة. في السياق ذاته، أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن العلاقات الأمنية بين برلينوواشنطن «ممتازة»، مبدياً ثقته بأن «مسألة التعاون الأمني لن تكون ضمن الملفات الأكثر صعوبة في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». وطمأنت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد «ألمانيا ودولاً أوروبية أخرى إلى أننا سنكون شريكاً قوياً لها، في الدفاع والأمن، ونأمل أيضاً بأن نكون شريكاً قوياً في التجارة». لكن بدء رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة تستمر يومين لألمانيا، وزيارة مرتقبة لنظيره الصيني لي كيكيانغ الى برلين هذا الأسبوع، أثارا تكهنات عن «محور شرقي» يضمّ ألمانيا. وكتبت صحيفة «هاندلسبلات» النافذة: «بعد القمة المخيبة لمجموعة الدول السبع، تحوّل المستشارة الألمانية آمالها في ما يتعلّق بالتجارة الحرة وحماية المناخ، إلى الهندوالصين».