ربما تهوى فتاة تربية قطة في منزلها، ولكن أن تربي أسداً فهو ما يبدو أمراً غريباً وربما يثير الانتقاد، لكن السعودية روزانا الديني لا تبالي بالانتقادات الكثيرة لتربيتها «كادي» في منزلها، بعدما عالجته وهو شبل واحتضنته في منزلها، فيما كانت هي مصابة بفقر الدم، فنشأت بينهما علاقة خاصة. وقالت روزانا في مقابلة تلفزيونية على قناة العربية أخيراً، إنه «أسد يملك عواطف ويحب اللعب، ويحبني وأحبه، لكن مزاحه قد يكسر الرقبة»، مضيفة: «أعرف أن الحيوانات لا تفهم الكلام لكنها تحس. كنت أكلمه أنك ستتعالج، وأنك جميل، واقرأ عليه الكتب، حاولت علاجه معنوياً»، مؤكدة لمنتقديها أنه يبقى في كل الأحوال «مفترساً»، مرجعة حوادث بعض الحيوانات إلى استخدام مروضيها أساليب عنيفة معهم. وعلى غرار الديني ثمة سعوديون آخرون يعشقون هواية تربية الحيوانات المفترسة داخل منازلهم، مثل الفهود والأسود والدببة، بعضهم أحبهم، وحول منزله إلى مأوى لهم، وآخرون يقتاتون منهم، على رغم طبيعتها الخطرة وتكرار حوادثها. ويعزو البعض الدافع إلى اقتناء الحيوانات إلى قلة عدد الحدائق في السعودية، فعدد الحكومية منها قليل وربما لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، أشهرها حديقة حيوان حي الملز في الرياض، التي جرى تطويرها أخيراً لاستقبال الزائرين، وتعد من أكثر الأماكن الترفيهية والتعليمية، وتمتد على مساحة 160 ألف متر مربع، وافتتحت في العام 1957، وتضم 1300 حيوان، بينها حيوانات نادرة مهددة بالانقراض. وتحوي الخرج حديقة أخرى تمتد على مساحة 30 ألف متر مربع تضم الكثير من الحيوانات والزواحف، وتقام فيها المهرجانات للعائلات، وتتوافر فيها ألعاب ترفيهية وتعليمية للأطفال. وتوجد بالطائف حديقة حيوان عمرها يزيد على ثلاثة عقود، لكنها تعاني من قلة زوارها الذين انتقدوا الإهمال فيها، وقلة الاعتناء بها، وبنظافة الحيوانات فيها، ما تسبب بإصابة كثير منها بالأمراض. وفي الوقت الذي تحظر فيها السعودية استيراد أو جلب الحيوانات المفترسة من الخارج، يتنامى «هوس» تربية الخطرة داخل المنازل، مثل الأسود والفهود، حتى الذئاب والثعابين. وأكد الشاب فيصل الذي يملك حيوانات، أنه يعتبرهم «أصدقاء»، لافتاً إلى امتلاكه 12 حيواناً مفترساً، استطاع ترويضها لثماني سنوات، أصبح يعرف ماذا تحب وتكره وكيف يناديها ويمازحها، ويراضيها إذا غضبت، مبيناً أنها تمارس حياتها اليومية كما لو كانت قطة، وقال: «إنها بلا أنياب، ولا تعرف كيف تصيد أو تأكل، وتعتمد في كل حياتها على البشر». ولا ينفي فيصل خطورة تلك الحيوانات حتى في مزاحها، الذي كلفه كسراً في قدمه. وأكد أنها لا يبحث عن الثراء من تربيتها، على رغم تجاوز قيمتها 400 ألف دولار. وكثرت المطالبات الداعية إلى تجريم اقتناء الحيوانات المفترسة أو تربيتها داخل المنازل بعدما تحولت إلى ظاهرة بين الشباب السعودي، وتكرار هجمات الحيوانات على أصحابها، وفقد بعضهم حياته إثرها. وفوجئ مصلون في بريدة قبل عام، بفهد يقتحم عليهم المسجد، ما أثار حالاً من الفزع، وأوقفته الدوريات الأمنية وسلمته لصاحبه الذي أكد أنه أثناء غسله الفهد في استراحة قريبة من المسجد، تركه ليجف فتوجه إلى المسجد، مشيراً إلى أنه يربيه منذ سنوات وأنه محبوب بين الجيران. وقتل كويتي العام الماضي في استراحة بحفر الباطن، إثر تعرضه لهجوم من لبوة أثناء تدريبها، ليفاجئ صديقه بعد عودته بافتراسها زميله، فقتلها بسكين، وأبلغ الشرطة بالحادثة، التي عثرت على أسد آخر هائج في الاستراحة. ويعج موقع «يوتيوب» بمقاطع لسعوديين مهوسين بصيد الحيوانات المفترسة، ويظهر في أحدها شبان يصطادون حيوان «الشيب» المفترس وهو من فصيلة الذئاب، ويتميز بذكائه الحاد، وتمكنوا بصعوبة من اصطياده باستخدام العصي والحبال. وفي مقطع آخر، لمالك أحد الدببة المفترسة أظهر فيه كيف يتعامل بشكل طبيعي مع الدب وكيف يلعب ويمزح معه، المقطع وإن حاز على إعجاب البعض لكن آخرين حذروا من خطورة وجود تلك الحيوات في المنزل. ويملك الشاب فيصل عسيري حديقة حيوانات خاصة، جمع فيها 200 نوع من الحيوانات منها الأليف والمفترس، وبعضها نادر، يشارك في مهرجانات مختلفة، وتصل نفقاته الشهرية إلى 50 ألف ريال، ويتمنى تخصيص قطعة أرض له لإنشاء حديقة حيوان خاصة. أسود هاربة تثير الفزع في الأحياء وقبل أكثر من شهر، فوجئ سعوديون بأسد رابض بالقرب من جامعة الملك سعود في مقطع وثقه أحد المواطنين، وأثار انزعاج الكثيرين، ولم يعرف آنذاك المكان الذي أتى منه الأسد أو كيفية هربه من مالكه، وطالب سعوديون ملاك تلك الحيوانات المفترسة بتشديد الرقابة عليها لحماية الأرواح. وانتشرت حال من الذعر في أحد أحياء حفر الباطن العام الماضي، بعد تداول إشاعة عن أسد طليق، شاهده مواطنان أسفل إحدى المباني، أبلغا إثرها الشرطة التي أجرت تمشيطاً واسعاً للحي استمر لساعات من دون العثور على الأسد المفقود. وسجلت محايل عسير حادثة مماثلة قبل عامين، بعد هرب أسد من عربة أثناء نقله إلى حديقة حيوان في خميس مشيط، وشهدت المحافظة حال استنفار، ونجحت الأجهزة الأمنية في العثور عليه وإعادته. الثعابين تنقذ سعودية وابنتها من الفقر وكانت الثعابين طوق نجاة لأم غيداء من الطائف، للهرب من الفقر وتحمل مصاعب الحياة، إذ تقتات منها هي وابنتها، بعدما تقطعت بهم السبل في الحصول على فرصة عمل، لتجد في «بيع الثعابين» مهنة تدر عليهما أموالاً، وتستحوذ تلك الزواحف على اهتمام الناس فمنهم من يشتريها، ومن يطلب التصور معها. واستطاع السعودي طلال الشمري ترويض حيوانات تعرف بشراستها وتعطشها للفتك بالإنسان، ويربي قطيعاً من الذئاب العربية في محمية بمنزله على مدار عشر سنوات، بعدما أقنعها بالتخلي عن شراستها لتصير صديقة له وعائلته، حتى ألفها أطفاله. ويملك السعودي زاهد سماك هواية أخرى تدفعه ليجوب شوارع العاصمة بحثاً عن القطط والكلاب والأرانب المريضة، ليأويها في منزله، ويقدم لها العناية اللازمة من طعام وشراب وعلاج. وبدأ سماك تجميع الحيوانات الضالة قبل 15 عاماً، بقطة مريضة أحضرها إلى منزله، ولديه الآن 90 قطة وكلباً وأرنباً، ينفق غالبية دخله على شراء لوازمها.