نجحت الجهات المختصة في السعودية بعد 3 أشهر من ظهور أول إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير بالعالم، في المحافظة على إبقاء البلاد خالية من تسجيل أية حالات إصابة، على رغم دخول الآلاف إليها يومياً لغرض العمرة والعمل. ومنعت الإجراءات الاحترازية التي اتخذت في المطارات والمنافذ البرية والبحرية دخول المرض، الذي تسبب حتى الآن في وفاة 86 وإصابة أكثر من 12 ألف شخص في 43 دولة بحسب منظمة الصحة العالمية. وكان العاملون في مطار الملك خالد الدولي اشتبهوا في راكبين بإصابتهم بمرض أنفلونزا الخنازير خلال فترة ظهور المرض، لكن نتائج الفحوصات أكدت سلبية الحالات. وقال مدير الرقابة الصحية في مطار الملك خالد الدولي عبدالرحمن السديس ل«الحياة»: «كشفنا على أكثر من 2500 راكب بعد قدومهم من بلاد موبوءة بمرض أنفلونزا الخنازير، ولم يكتشف وجود أية حالة إصابة بين الركاب»، منوهاً إلى أنه تم وضع استرتيجية في المطار للكشف على جميع الرحلات القادمة من البلدان الموبوءة. ولفت إلى أن التدابير التي تتخذ في هذه المرحلة تهدف إلى رفع مستوى الترصد والكشف المبكر عن الحالات المرضية، ومعالجتها ومكافحة العدوى ليتم السيطرة عليها. وكانت دول الخليج العربي وافقت الأسبوع الماضي على تبني خطة سعودية لمواجهة «أنفلونزا الخنازير»، والتي اشترطت فيها على القادمين للعمرة والحج، تقديم شهادات تطعيم صالحة ضد أمراض عدة، مع أخذ لقاح الأنفلونزا البشرية الموسمية، وكذلك التأكيد على الطائرات والسفن ووسائط النقل المختلفة القادمة من البلدان الموبوءة بالحمى الصفراء إلى السعودية بإحضار شهادة صالحة، تفيد بإبادة الحشرات (البعوض) من على متنها. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت سابقاً رفع مستوى الإنذار الحالي لأنفلونزا الخنازير من المرحلة 4 إلى المرحلة 5، فيما أجرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان بان والأمين العام للأمم المتحدة كي مون، لقاءً مع أكثر من 30 من صانعي اللقاحات في البلدان النامية والبلدان المتقدمة في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، بهدف بحث مسألة استحداث لقاحات لمكافحة الأنفلونزا من النمط A/H1N1 . ودعيا صانعي اللقاحات إلى مواصلة التعاون معهما من أجل وضع استراتيجية لهذا الغرض، فيما أكّد ممثّلو دوائر صناعة الأدوية رغبتهم في التعاون على إتاحة الإمدادات اللازمة للبلدان النامية، واستعدادهم لإنتاج اللقاح إذا ما طُلب منهم ذلك.