ندّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ب «أخبار مزيفة»، بعد معلومات أفادت بأن صهره جاريد كوشنر حاول إقامة قناة اتصال سرية مع روسيا، قبل تولي الرئيس مهماته. تزامن ذلك مع أنباء عن درس ترامب تغييرات تطاول موظفي البيت الأبيض، وتعيد استراتيجيين بارزين عملوا في حملته الانتخابية، لإحباطه مما يعتبره عجز فريقه عن احتواء أزمة «تدخل» موسكو في الانتخابات عام 2016. وكتب ترامب على موقع «تويتر: «أعتقد بأن تسريبات كثيرة تخرج من البيت الأبيض، هي أكاذيب ملفقة من صنع وسائل إعلام (تنشر) أخباراً مزيفة». وأضاف: «كلما رأيتم كلمتَي: قالت مصادر في وسائل إعلام تنشر أخباراً مزيفة، ولا تذكر أسماء... فممكن جداً أن لا وجود لهذه المصادر، ولكن اخترعها كتاب الأخبار المزيفة. الأخبار المزيفة هي العدو!». وكانت وسائل إعلام أميركية أوردت أن كوشنر، وهو مستشار بارز لترامب، تواصل مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مقترحاً فتح قناة اتصال خلفية سرية بين الكرملين والفريق الانتقالي للرئيس الأميركي. وتأتي تغريدات ترامب بعدما أنهى أول جولة خارجية له، استغرقت 9 أيام في الشرق الأوسط وأوروبا، معتبراً أن اجتماعاته ساهمت في تكثيف التعاون الدولي في الحرب على الإرهاب. وأضاف: «لدينا روابط عظيمة مع دول أخرى، ومع بعض أقرب حلفائنا. أنهينا أسبوعاً تاريخياً». ورأى أن مطالبته حلفاء الولاياتالمتحدة في الحلف الأطلسي بدفع مزيد من الأموال لتمويل نفقات دفاعهم، بدأت تؤتي ثمارها، قائلاً: «بدأت الأموال تتدفق. هذا أمر عادل بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة. نقف وراء الحلف للنهاية، ولكن نريد أن نُعامل بإنصاف». وواجه ترامب بعد عودته إلى بلاده مشكلات متفاقمة وسجالاً متصاعداً في شأن اتصالات كوشنر بالروس، علماً أنه كان أقال مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف.بي.آي) جيمس كومي، ما أثار مخاوف عن محاولته إجهاض تحقيق اتحادي في هذا الصدد. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن ترامب يدرس تغييرات تطاول موظفي البيت الابيض وتعيد استراتيجيين بارزين في حملته الانتخابية. وفي هذا الإطار، تُعيّن فرق من المحامين وخبراء في العلاقات العامة، للتعامل مع المعلومات الجديدة عن «تدخل» موسكو واتصالاتها المحتملة غير اللائقة مع حملة ترامب. ويُعدّ مساعدون في البيت الأبيض تغييرات محتملة، إذ إن الرئيس مستاء ممّا يعتقد بأنه فشل فريقه الإعلامي في صدّ هذه المزاعم. وانضم مارك كاسويتز، وهو محام لترامب منذ فترة طويلة، إلى فريق قانوني لمساعدة الرئيس في التصدي للتحقيقات المكثفة عن «التدخل» الروسي في الانتخابات، واحتمال مشاركة فريقه في ذلك. ويُتوقع انضمام مزيد من المحامين ذوي الخبرة، إضافة إلى خبراء في اتصالات أزمة، لمساعدة البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة. وقال جاك كوين الذي عمل مستشاراً للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في البيت الأبيض إن مساعدي ترامب «يحتاجون إلى عزل هذه المسألة ووضع التحقيقات في عملية اتصالات منفصلة». وذكّر بأن البيت الأبيض خلال عهد كلينتون تعاقد مع محامين مختصين، وأنشأ عملية إعلامية منفصلة، للتعامل مع الاستفسارات المتعلقة بالتحقيقات في شأن فضيحة مونيكا لوينسكي، إذ لم تندرج تماماً في جدول أعمال الرئيس. وتابع: «أعتقد بأن ذلك كان مفيداً جداً». كما أفادت معلومات بأن ترامب أعاد المدير السابق لحملته الانتخابية كوري ليفاندوفسكي، ونائبه السابق ديفيد بوسي. وكان الرئيس طرد ليفاندوفسكي، بعد صدامه مع موظفين آخرين، ومع أبناء ترامب. لكنه يحظى بثقة الرئيس، وهذه ميزة يفتقر إليها كثيرون من مساعدي ترامب. إلى ذلك، أفادت معلومات بأن ترامب أبلغ «مقربين»، بينهم رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت، أنه يعتزم الانسحاب من اتفاق دولي تاريخي لمكافحة تغيّر المناخ. وكان الرئيس كتب على «تويتر» في ختام قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في إيطاليا: «سأتخذ قراري النهائي في شأن اتفاق باريس الأسبوع المقبل!»، في إشارة إلى هذا الأسبوع، علماً أنه يعتبر الاحتباس الحراري العالمي خدعة. ماكرون إلى ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مصافحته الشهيرة مع ترامب خلال قمة الحلف الأطلسي كانت «لحظة حقيقة». وقال لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش»: «مصافحتي معه لم تكن بريئة. على المرء أن يُظهر أنه لن يقدّم تنازلات صغيرة، ولو رمزية، ولكن أيضاً ألا يُفرط في الدعاية للأمور». وكانت لغة الجسد بين الرجلين أكثر ارتياحاً من اجتماعاتهما الأولية في بروكسيل، وظهرت لقطات لهما وهما يمزحان. وقال ماكرون مازحاً إن ترامب أبلغه أنه لم يدعم أبداً منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن خلال الانتخابات الفرنسية، وأنه رفض أن يلتقيها في كانون الثاني (يناير) الماضي، على رغم انتظارها طويلاً في برج ترامب في نيويورك. وأضاف ماكرون: «قابلت زعيماً يمتلك قناعات قوية في شأن مسائل أشاركه الرأي فيها، مثل الإرهاب أو تعزيز مكانتنا بين الأمم. كانت أول تجربة لكل منا وعبّر عن اهتمامه بالحوار متعدد الطرف. الواقعية التي أظهرها خلال حملته لم تنتهِ، لكنه يأخذ في الاعتبار الآن مصالح أصدقائه وشركائه». وكتب مراسل شبكة «سي.أن.أن» في البيت الأبيض جيم أكوستا على «تويتر»: «طلب ترامب أيضاً تبادل الأرقام الهاتفية مع ماكرون، وقال له: هل تريد رقم هاتفي الخليوي لكي نتحدث مباشرة؟».