حينما كان يتحدث ليفسر آيات القرآن الكريم، كان يلتزم بأسلوبه التبسيطي الأنيق، حتى بات يلامس فكر الإنسان البسيط وحتى الأمي، ليفهم المغزى والسبب والحكم والتأويل بأسلوب حديث المجالس البسيط، ومن خلال برامجه الكثيرة ومن بينها برنامج «تفسير القرآن الكريم»، كان الشيخ محمد متولي الشعراوي واحداً من الوجوه الرمضانية التي لا يمكن أن تغادر الذاكرة. اجتمعت الآراء حوله على أنه من أهم وأبرز من فسر القرآن الكريم في العصر الحديث، وكان لحفظه الباكر في سن 11 من عمره، سبباً رئيساً في تعلقه بالقرآن وتفسيره، وكان سيد «السهل الممتنع»، ما جعله الوجه الأبرز ضمن سلسلة حلقاته التي كانت تبث من إحدى الجوامع، إذ تحيط به جموع غفيرة تناقش وتسأل ببساطة مطلقة، وتحاكي أسلوب الشيخ الشعراوي الأقرب إلى «الحتوتة الاجتماعية». تميز الشيخ الشعراوي بأقوال عدة يتناقلها الناس عن لسانه، ومن أبرزها «لا تعبدوا الله ليعطي، بل اعبدوه ليرضى، فإن رضي أدهشكم بعطائه»، وقوله: «لا تقلق من تدابير البشر، فأقصى ما يستطيعون فعله معك هو تنفيذ إرادة الله». نال ألقاباً عدة، كان من أهمها لقب «إمام الدعاة»، وبدأ الشيخ الشعراوي تفسيره على شاشات التلفزيون قبل عام 1980 بمقدمة حول التفسير، وحالت وفاته من أن يفسر القرآن الكريم كاملاً، وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة، واعتمد في تفسيره على أمور عدة، من أبرزها اللغة، باعتبارها منطلقاً لفهم النص القرآني، والإصلاح الاجتماعي، ورد شبهات المستشرقين، وذكر تجاربه الشخصية من واقع الحياة، واتكاؤه على اللهجة المصرية الدارجة، والنفس الصوفي الواضح، والأسلوب المنطقي الجدلي. ومن أشهر برامجه على الإطلاق برنامج «نفحات إيمانية»، والتي حرصت القنوات الفضائية على أن يكون موعد بثه على فترتين قبل الإفطار وعند السحور، لأهميته وللجماهيرية الكبيرة التي حظي بها، ولا تزال موسيقى «التتر» للبرنامج تجد نصيباً من التداول حتى أصبحت من نغمات أجهزة الجوال. ولا تغيب برامج الشيخ الشعراوي منذ انطلاقتها الأولى وحتى يومنا هذا عن المشاهدين، ولم تغادر جدول برامج المحطات الأرضية والفضائية، وحققت رقماً قياسياً في عدد مرات البث، ولم يجد المسلسل - الذي أُنتج ويتحدث عن سيرة الشيخ ومثّل حياته الفنان حسن يوسف وكان من تأليف بهاء الدين إبراهيم وأخرجه مصطفى الشال - صدى أكبر يزاحم حلقات تفسير الشيخ نفسه.