يستعد نحو 6.5 مليون سعودي، يشكلون إجمالي عدد المدخنين في السعودية، بحسب الإحصاءات الرسمية، لدفع 100 في المئة ضرائب على التبغ بأنواعه كافة، إذ حددت الحكومة السعودية منتصف شهر رمضان الجاري (10 حزيران (يونيو) المقبل) موعداً لبدء تطبيق الضرائب الانتقائية، كما تشمل الضرائب مشروبات الطاقة، التي ستطبق عليها ضرائب بمعدل 100 في المئة، إضافة إلى المشروبات الغازية، التي تشملها الضرائب ولكن بمعدل 50 في المئة فقط، فيما أمهلت لائحة الضرائب الانتقائية (حصلت «الحياة» على نسخة منها) مجلس إدارة الهيئة العامة للزكاة والدخل 15 يوماً لوضع اللائحة التنفيذية لها. وأكدت لائحة الضرائب الانتقائية أن النظام يعتبر أي شخص يعمل على استيراد السلع الانتقائية أو إنتاجها أو حيازتها تحت وضع معلق ضريبي خاضع للضرائب الانتقائية، مؤكدة أن على الشخص العامل في هذه المجالات التسجيل في الهيئة العامة للزكاة والدخل كتابياً، واعتبرت مزاولة العمل في هذه الأنشطة من دون تسجيل تهرباً ضريبياً، وحددت عقوبة التهرب الضريبي بغرامات مالية لا تقل عن قيمة الضريبة المستحقة ولا تزيد على ثلاثة أمثال قيمة السلع الانتقائية محل التهريب. وشددت «اللائحة» في مادتها ال14 على تقديم المسجل في مصلحة الزكاة والدخل من ممارسي العمل في مجال السلع الانتقائية إقراراً ضريبياً، وشددت على معاقبة كل مخالف لهذه المادة بغرامات مالية لا تقل عن خمسة في المئة ولا تزيد على 25 في المئة من قيمة الضريبة. وشددت اللائحة والمحددة على ثلاث سلع، وهي التبغ ومشروبات الطاقة، بمعدل 100 في المئة، والمشروبات الغازية بمعدل 50 في المئة، على تطبيق عقوبات على كل من لم يسدد الضريبة المستحقة، خلال المدة التي تحددها اللائحة، بغرامات تعادل خمسة في المئة من قيمة الضريبة غير المسددة عن كل شهر، أو جزء منه لم تسدد عنه الضريبة. وشملت العقوبات الواردة غرامات، قدرتها ب50 ألف ريال، على كل من منع أو أعاق موظفي الهيئة العامة للزكاة والدخل عن أداء واجباتهم الوظيفية، ومن لم يلتزم بتقديم المعلومات التي تطلبها الهيئة، وأخيراً كل من يخالف أي حكم من أحكام النظام ولائحته. وأوضحت «اللائحة» أيضاً أنه في حال تكرار المخالفة نفسها خلال ثلاث سنوات من تاريخ ثبوت المخالفة يجوز مضاعفتها أو تعليق ترخيص مزاولة العمل مدة لا تزيد على ستة أشهر، كما منحت المسودة الهيئة العامة للزكاة والدخل مهمات تولى إيقاع العقوبات المنصوص عليها في النظام، وفقاً لتصنيف للمخالفات وتحديد للعقوبات يضعه مجلس الإدارة للهيئة، على أن يراعى فيه التناسب بين المخالفة والعقوبة. ويعد التبغ أحد السلع المقرر تطبيق هذه الضرائب عليها، وذلك بنسبة 100 في المئة، ومن المتوقع أن تسهم الضرائب الانتقائية في الناتج المحلي لدول الخليج العربي، وخصوصاً السعودية، التي تعد من أكثر الدول استيراداً لهذه السلعة، إذ أشارت آخر الإحصاءات الرسمية إلى أن السعودية استوردت نحو38.7 ألف طن من التبغ، بقيمة 3.9 بليون ريال، خلال عام، كما قدرت بنسبة النمو تسعة في المئة، مقارنة بقيمة ما تم استيراده خلال الأعوام السابقة، كما أظهرت الإحصاءات أن الواردات من السجائر تأتي في الترتيب ال19 بين أعلى 50 سلعة تستوردها السعودية. وتظهر الإحصاءات الرسمية أن معدل كمية السجائر المستوردة لكل فرد في المملكة عمره 15 فأكثر يبلغ سنوياً 1.7 كيلوغرام، أما حصة الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر من السجائر والتبغ والمنتجات الأخرى، مثل التمباك والمعسل والجراك، فنحو 2.5 كيلوغرامات سنوياً، إذ استوردت السعودية السجائر من 15 دولة، منها: الهند بنحو 87.1 مليون ريال خلال العام الماضي، ثم التشيخ ب50.1 مليون، ثم فرنسا ب28.4 مليون، ثم إندونيسيا ب15.9 مليون، وبولندا ب15.5 مليون، والفيليبين ب13.4 مليون، وجنوب أفريقيا ب7.3 مليون، واليمن ب3.3 مليون، وباكستان ب2.1 مليون، والبحرين ب1.6 مليون، إضافة إلى دول أخرى بلغت قيمتها نحو مليوني ريال، في حين تظهر الإحصاءات أن 94 في المئة من قيمة واردات السعودية من السجائر تُدفع لألمانيا وتركيا وسويسرا، بما يعادل 3.7 بليون ريال.