استفاق أهالي العاصمة الليبية طرابلس أمس، على دوي انفجارات وإطلاق نار، إثر تجدد الاشتباكات بين ميليشيات موالية لرئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وأخرى مناوئة له تتبع رئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل. وتركزت المواجهات التي استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مناطق الهضبة وبو سليم وحي الأكواخ وسط طرابلس، ما أسفر عن سقوط 22 قتيلاً و29 جريحاً في صفوف قوات حكومة الوفاق، إضافة إلى قتلى وجرحى مدنيين. وأبلغ شهود «الحياة» أن رتل آليات تابعاً ل «كتيبة ثوار طرابلس» بقيادة هيثم التاجوري (موالٍ لحكومة الوفاق)، انتقل ظهراً إلى منطقة بو سليم (جنوب العاصمة) لدعم «قوة الأمن المركزي» هناك بقيادة عبد الغني الككلي، بعد تعرضها فجراً لهجوم من «قوات مصراتة» بقيادة صلاح بادي. ودعت هيئة السلامة الوطنية سكان العاصمة إلى الابتعاد عن مناطق الاشتباكات، وناشدت القاطنين في الطوابق العليا النزول إلى الطوابق السفلى. ودعت القريبين من مناطق الاشتباكات إلى الابتعاد حفاظاً على سلامتهم، بينما أُحرقت منازل وسيارات في حي الهضبة حيث سقطت قذائف عشوائية على منازل. من جهتها، كشفت كتيبة الردع والتدخل المشتركة – محور منطقة أبو سليم (موالية لحكومة الوفاق) في بيان، ملابسات تعرضها أمس، لهجوم شنته «عصابات» متمركزة في المشروع الزراعي وخلة الفرجان وطريق المطار بالاشتراك مع من وصفتهم ب «الخونة» لمدينة طرابلس. وأوضحت «كتيبة الردع» أن «الهجوم الذي بدأ من منطقة بو سليم هدف إلى السيطرة على العاصمة وإدخال البلاد في دوامة للعنف وعدم الاستقرار وزيادة معاناة المواطنين مع اقتراب شهر رمضان». وأكدت الكتيبة أنها تحافظ على مواقعها. من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية ليبية، بأن منطقة اشميخ، التي تبعد 35 كيلومتراً عن مدينة بني وليد، شهدت اشتباكات بين «قوة حماية بني وليد» وعناصر من تنظيم «داعش» المتطرف، أسفرت عن مقتل 4 من عناصر التنظيم واعتقال 2 آخرين. إلى ذلك، دان رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، التوتر العسكري الذي تشهده العاصمة طرابلس، داعياً إلى استعادة الهدوء في شكل فوري وحماية المدنيين. وقال كوبلر: «يجب تغليب صوت العقل من أجل مصلحة البلاد، لا يجب السعي إلى تحقيق الأهداف السياسية من خلال العنف، ويجب حماية المدنيين. وأُذكّر جميع الأطراف بواجبها في ما يخص احترام أحكام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان». وجدد مبعوث الأممالمتحدة دعمه الكامل للمجلس الرئاسي «بصفته السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة في ليبيا، وفق ما ذُكر في قراري مجلس الأمن 2259 و2278. وحض جميع الأطراف في ليبيا على الانخراط في شكل جدي في العملية السياسية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية». في سياق آخر، رحّب رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني بنداء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، من أجل دعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) لليبيا، وتجاوب الحلف مع هذا النداء. وقال جينتيلوني خلال قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسيل أول من أمس، إن «مقاربة الحلف يجب أن تكون تدريجية وحذرة»، موضحاً أنه يجب ألا تتداخل أنشطة الحلف مع تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، الموقع في الصخيرات بالمغرب، والذي يتضمن إنشاء هيكل أمني متكامل، وينبغي أن يحتفظ الطرف الليبي بالسيطرة الكاملة، في شأن أية مساهمة محتملة من شمال الأطلسي في هذا الجانب».