استقبل المرجع الشيعي علي السيستاني في مكتبه امس وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي اكبر صالحي الذي زار عدداً من مراجع النجف ومراقدها الدينية وجدد تأكيده دعم بلاده العراق، في وقت نفى وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الاعلام وأشارت الى دفعه اموالاً الى المرجع السيستاني في مقابل الامتناع عن اصدار فتاوى بقتال القوات الاميركية. وقال صالحي، في مؤتمر صحافي بعد زيارته السيستاني، ان «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم العراق بكل ما تستطيع من اجل ان يعبر هذا البلد الى بر الامان» وان «سياسة الجمهورية الاسلامية تعتمد على هذا المبدأ حيث انها تدعم وحدة العراق ارضاً وشعباً». وأضاف «جئنا الى العراق لمباركة تشكيل الحكومة الجديدة متمنين ان يكون مستقبل هذا البلد زاخراً». وزاد «زرنا صباح اليوم المرجع السيستاني والمرجع الحكيم واستمعنا لنصائحهما وحملنا سلام وتحيات قائد الثورة الاسلامية» وأنه «كان يحمل رسالة اخوية من مرجعية قم المقدسة الى مرجعية النجف الاشرف». ونقل بيان عن رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي بعد لقائه المسؤول الايراني تأكيده «تطلع الشعب العراقي الى علاقات مستقرة وآمنة بين العراق وايران مبنية على الشراكة والتماثل والاحترام المتبادل». وافاد البيان بأن النجيفي «تطرق الى قضية تلوث مياه شط العرب وتدفق مياه البزل الايراني التي تصب في الاراضي العراقية ووعد صالحي بايجاد حل لهذا الموضوع في المستقبل القريب» مشيراً الى ان رئيس البرلمان العراقي تلقى دعوة رسمية لزيارة طهران. ونفى رامسفيلد، وزير الدفاع في ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، تقارير ومعلومات عن لقائه المرجع السيستاني في النجف. وقال في تصريح صحافي وزعه مكتبه، ان «التقارير التي نشرت في بعض الصحف اخيراً وزعمت ان وزير الدفاع السابق يقول في مذكراته التي سينشرها الشهر المقبل انه قابل السيستاني وقدم له رشوة، هي معلومات مضحكة وتثير السخرية اضافة الى انها غير دقيقة». وأشار الى ان «من يطلع على المعلومات التي ستتضمنها مذكرات رامسفيلد المعنونة (المجهول والمعلوم) في الثامن من الشهر المقبل سيتأكد من زيف هذه المعلومات». وشدد التصريح على ان رامسفيلد «لم يلتق السيستاني مطلقاً» وقال: «من هنا نؤكد ان ما نُشر غير حقيقي» وزاد ان «السيستاني كان ولا يزال رجلاً شجاعاً وصوتاً مستقلاً تماماً في العراق ويكفي ان المرجع الشيعي لم يهتم بما نشر من هذه المعلومات المضللة التي بدأت في الصحافة المدعومة من ايران في محاولة غير ذكية لتضليل العراقيين وزرع عدم الثقة في نفوسهم». وكانت تقارير اعلامية قالت ان رامسفيلد يشير في مذكراته المنتظرة الى ان السيستاني تسلم 200 مليون دولار وأصدر فتاوى «دينية» للمساعدة على سقوط النظام السابق.