يعاني الإنسان من التوتر بصفة موقتة أو دائمة، وفقاً للعوامل المثيرة له، سواء كانت من داخل الجسم أم من خارجه، وتنجم عنه صعوبات على صعيد الشهيق والزفير تتضح معالمها عادة في صورة ضيق في التنفس لا علاقة له بالجهد ولا بأمراض عضوية. وهناك علاقة متينة بين التوتر والشعور بضيق التنفس، فعندما يعاني الشخص من القلق فإن الأخير يولّد انقباضات عضلية هي التي تقف وراء المشكلة لأنها تعرقل الحركات التنفسية الطبيعية وتحد من سعتها، إذ يبدأ المصاب بالتنفس في شكل أسرع ويشعر بنوع من حس الضغط على الصدر، الى جانب صعوبة على صعيد توزيع هواء الشهيق والزفير، ما يولّد إحساساً وكأنه ضحية أزمة قلبية أو أنه على مشارف الموت، لكن في النهاية يبقى ضيق التنفس مجرد عارض بسيط يعكس حالاً من القلق والتوتر لا أكثر ولا أقل. وعندما تزداد وتيرة التوتر تظهر أحاسيس أخرى الى جانب ضيق التنفس، مثل الدوار، والألم في الرأس، والتعرق، والشعور بالتنميل في أطراف الأصابع، وتسارع في ضربات القلب، وكل هذه المظاهر مزعجة حقاً لكنها لا تشكل خطراً على أصحابها. مهلاً، ما ذكرناه أعلاه لا يعني في أي حال من الأحوال أن التوتر هو السبب الوحيد لضيق التنفس، فهناك مسببات عضوية لا يجب استبعادها، مثل قصور العضلة القلبية، واضطرابات نظم القلب، والذبحة الصدرية، وعيوب القلب الخلقية، وداء الربو القصبي، والتهابات الصدر، والجلطة الرئوية، وفقر الدم، وتراكم السوائل في الرئتين، وتليف الرئة، وارتفاع الضغط الرئوي، وتضيق الشريان الرئوي وغيرها. وأفضل ما يمكن عمله للتغلب على مشكلة ضيق التنفس التالي للتوترات هو ممارسة تمارين الاسترخاء في مكان هادئ ومريح، وهذه التمارين كثيرة وما عليك سوى أن تختار منها ما يناسبك.