أبلغ محققون بريطانيون السلطات الفرنسية اليوم (الأربعاء) أن المشتبه به في اعتداء مانشستر ربما سبق له السفر إلى سورية بعد رحلة إلى ليبيا. وذكرت الشرطة البريطانية أمس أنها تعتقد أن سلمان عبيدي (22 عاماً) من مواليد مانشستر لأبوين من أصل ليبي، هو منفذ التفجير الانتحاري في الحفل الغنائي أمس الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً من بينهم أطفال. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لتلفزيون «بي أف أم تي في»: «اليوم لا نعرف سوى ما قاله لنا المحققون البريطانيون، وهو أن شخصاً يحمل الجنسية البريطانية من أصل ليبي وتحول فجأة إلى متشدد وقرر تنفيذ هذا الهجوم بعد رحلة إلى ليبيا، ربما توجه بعدها إلى سورية». وأشار كولومب إلى أنه حصل على معلومة سفر عبيدي إلى سورية من الاستخبارات الفرنسية والبريطانية. وأعلن ناطق باسم «قوة مكافحة الإرهاب» في ليبيا اعتقال الشقيق الأصغر للمشتبه فيه هاشم عبيدي في طرابلس للاشتباه في صلته بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأضاف الناطق أحمد بن سالم أن القوة اعتقلت هاشم، وهو من مواليد العام 1997، مساء أمس. وقال ناطق وشاهد إن «قوة مكافحة الإرهاب» اعتقلت أيضاً والد المشتبه به رمضان عبيدي خارج منزله في عين زارة في طرابلس بعد ظهر اليوم. وقال الشاهد إن مسلحين اقتادوا الأب مكبل اليدين نحو سيارتين لا تحملان لوحات. من جهتها، قالت الشرطة البريطانية إنها اعتقلت شخصاً خامساً بما يتصل باعتداء مانشستر. واعتقل الرجل الذي كان يحمل عبوة في بلدة ويغان على بعد 27 كيلومتراً إلى الغرب من وسط مانشستر. وقالت ناطقة باسم منطقة شرطة مانشستر الكبرى «اعتقلنا (شخصاً) في ويغان ظهر اليوم بما يتصل بالتحقيق في شأن الحادث المروع في قاعة مانشستر». وأضافت «عندما اعتقل كان الرجل يحمل عبوة نقوم بفحصها». وقالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد إن منفذ اعتداء مانشستر «كان معروفاً لدى أجهزة الأمن ولم يتصرف بمفرده على الأرجح». وأضافت ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «من المرجح أنه لم يفعل هذا بمفرده لذا تواصل أجهزة الاستخبارات والشرطة جهودها لضمان حصولنا على كل المعلومات التي تحتاجها للحفاظ على أمننا». وأشارت راد إلى أن «أجهزة الاستخبارات تعرف الكثيرين ولا يعني هذا أن من المتوقع منها اعتقال كل من تعرفهم... ولكن أجهزة الأمن لديها معلومات عنه... ومتأكدة أننا سنعرف المزيد عند استكمال هذا التحقيق». وقال كبير مسؤولي خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية في منطقة مانشستر الكبرى جون روس إن «حوالى 20 شخصاً ما زالوا في حال حرجة للغاية بعد التفجير، وهؤلاء المصابين يحتاجون إلى رعاية ودعم على المدى البعيد، وبعض الجرحى يعانون إصابات ألحقت ضرراً بأعضاء حيوية وبالأطراف... ونعالج حالياً 64 شخصاً». إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد اجتماع أمني إنه قرر تمديد حال الطوارئ التي فرضت في العام 2015 للتصدي لخطر الهجمات الإرهابية إلى الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتكفل حال الطوارئ للشرطة الفرنسية سلطات بحث واعتقال أكبر، وفرضت بعدما قتل متشددون 130 شخصاً في باريس وحولها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وكان من المقرر أن ينتهي العمل بها في منتصف تموز (يوليو) المقبل.