أظهرت أرقام استخدام الإنترنت، أن المملكة تعتبر «أكبر قاعدة للمستخدمين العرب وفي المحتوى بالنسبة للمنطقة». وتصل إلى مستوى دول متقدمة بحسب إحصاءات «غوغل» لإنتاج المحتوى. كما كشفت أن مستخدمي الانترنت في المملكة سجلوا 36 مليون مشاهدة فيديو كليب من موقع «يوتيوب» في 2010، بواقع 120 بليون دقيقة يومياً، وهذا يجعلها «الأولى عالمياً». وأظهرت ان 28 مليون عملية بحث يومياً تجرى في السعودية، منها ستة ملايين عملية من أجهزة الموبايل. وتؤهل هذه الأرقام «الكبيرة»، المملكة لتصبح «من أسرع الدول نمواً»، في عملية البحث من الموبايل في العالم. وفي المقابل، فإنها تعتبر «من أقل الدول بحثاً عن التجارة في العالم». وقال المتخصص في تقنية المعلومات المهندس عبد الرحمن طرابزوني في محاضرة «الثورة المعلوماتية: الانترنت كمنصة للأعمال»، التي نظمتها «غرفة الشرقية»، مساء أول من أمس: «إن الاستثمار في شبكة الانترنت يزداد نمواً حتى أصبح بأرقام كبيرة»، ناصحاً بضرورة «اغتنام الفرصة، وشراء المواقع الالكترونية التي تدر مبالغ مالية جيدة، واستثمارها في عرض المحتوى الجيد، لكسب الإعلانات التي تحقق مدخولاً شهرياً جيداً»، مؤكداً أن سوق المحتوى والإعلانات «واعدة بالأرباح المالية الكبيرة على المدى البعيد». وقال طرابزوني: «إن الاستثمار في التجارة الالكترونية يواجه تحديات كبيرة، أهمها الأنماط القديمة لمستخدمي الانترنت في المنطقة العربية التي وصفها بالناشئة، كونها تعتمد على إنشاء المنتديات، وما شابه ذلك من الممارسات التقليدية، إضافة إلى استخدام هواتف ذكية من الدرجة الثانية، التي لا تخدم عمليات البحث على الانترنت بكفاءة عالية»، مبيناً ان «استخدام الهواتف الذكية مثل (الآي فون) لا يزال محدوداً. كما ان استخدام البطاقات الائتمانية لا يزال ضعيفاً، إضافة إلى انتشارها الضعيف، وعدم توافر طرق سهلة للدفع عبر الانترنت، كون البنية التحتية لهذا القطاع لا تزال ضعيفة، وأنظمة العنونة والبريد غير دقيقة بعد، وأخيراً ضعف تواجد المنشآت المتوسطة والصغيرة على الانترنت». وأوضح أن «90 في المئة من الباحثين باستخدام محرك البحث «غوغل» عن السلع، تأثروا بالإعلانات المدرجة في الموقع، وابتاعوا من المحال نفسها، لأن النمط التقليدي سائد في المنطقة العربية»، لافتاً إلى ان ذلك يعكس «قوة وصلابة البنية التحتية للإنترنت». وأكد انه «كلما ازدادت صلابة، ازداد المحتوى، وارتفعت درجة الاستفادة منه». وأشار طرابزوني، إلى ان شركات تعمل في التجارة الالكترونية في المملكة ودبي، «تحقق عوائد مالية كبيرة»، لافتاً إلى وجود «توجه لتمويل المحتوى، ليعود بالفائدة المالية على الشركات، خصوصاً ان العالم العربي يتمتع ببنية تحتية جيدة، وبالتالي المحتوى يسجل ارتفاعاً ملحوظاً. وأوضحت الإحصاءات الأخيرة ان المحتوى العربي سجل ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المئة»، واصفاً إياه ب «القفزة النوعية». وقال: «إن العام 2010، سجل مئة مليون مستخدم عربي للانترنت، وهذا يُعد سوقاً خصبة ل «غوغل»، كون الجيل الجديد سيصبح في المستقبل، جيل إنترنت، بحيث ينهي جميع أعماله وارتباطاته من خلاله».