شيعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين امس، أحد مؤسسيها ومؤسسي حركة القوميين العرب احمد حسين اليماني (ابو ماهر) في بيروت، في جنازة شارك فيها نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة ممثلاً السلطة الفلسطينية، والقائم بأعمال الممثلية الفلسطينية في لبنان اشرف دبور، وأمين سر حركة «فتح» في لبنان فتحي ابو العردات، ومسؤول الجبهة الشعبية في دمشق ماهر الطاهر، وحشد من ممثلي الفصائل الفلسطينية وأحزاب لبنانية، وأبرزهم امين عام منظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم، وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية. وصلي على جثمان الراحل في مسجد الامام علي في محلة الطريق الجديدة، وحمل نعشه على الاكف ولف بالعلم الفلسطيني وراية الجبهة الشعبية، وخرق المشيعون المنطقة التي كانت شاهدة على وجود القيادة الفلسطينية الحافل بالأحداث في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وحين غادرت هذه القيادة المنطقة تحت وطأة الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، بقي اليماني في لبنان مراقباً ومتابعاً لاحوال القضية الفلسطينية حتى وفاته اول من امس. والنعش الذي حمل من منزل الفقيد في محلة الملعب البلدي الى مسجد الامام علي، انتهت رحلته في مقبرة الشهداء الفلسطينية، فيما كانت مكبرات الصوت تردد اغاني ثورية ورايات الجبهة الشعبية ترفرف فوق الرؤوس، وفتحت ابواب الممثلية الفلسطينية ابوابها اعتباراً من امس، وحتى الغد، امام المعزين. وأبرق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس معزياً بوفاة اليماني. وقال في برقيته: «كان الراحل مناضلاً وقائداً سياسياً ونقابياً تمثلت فيه صفات الطيبة والصدق والشجاعة والتواضع، كما كان مثالاً اعلى للالتزام بقضية وطنه وأمته». وقدمت النائب بهية الحريري واجب العزاء في مقر الممثلية، واعتبرت ان اليماني «شهيد من شهداء فلسطين ولبنان، لإقامته في هذا البلد وإيمانه بالعروبة والقضية والامة»، مؤكدة «الإخوة والعلاقات المتينة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني لما يربطهما من تاريخ وجغرافيا مشتركة». وشكر قبعة الحريري على مواساتها باليماني، مؤكداً «موقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية المبدئي، بأننا ضيوف على لبنان الى حين عودتنا الى فلسطين، واحترامنا للقوانين والسيادة اللبنانية وعدم الدخول في التجاذبات الداخلية اللبنانية».