شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس إضراباً شاملاً شلّ الحركة في المدن والقرى والمخيمات المختلفة في الضفة الغربية، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ 37 يوماً. وتزامن الإضراب الشامل مع وصول الرئيس دونالد ترامب الى إسرائيل. ويصل ترامب الى مدينة بيت لحم التاريخية، مهد السيد المسيح عليه السلام، في زيارة للأراضي الفلسطينية يلتقي خلالها الرئيس محمود عباس. ودعت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى الى جعل اليوم، وهو يوم زيارة ترامب لبيت لحم، «يوم غضب» في أنحاء البلاد. وقال عضو اللجنة عصمت منصور ل «الحياة»: «دخل إضراب الأسرى مرحلة حرجة جداً، وأردنا بهذه الدعوة ان نلفت نظر الرئيس الأميركي الى الخطر المحدق بحياة أكثر من 1500 أسير مضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية». وأضاف: «دعوتنا الى الإضراب الشامل اليوم (الإثنين) لحظة وصول ترامب الى إسرائيل، ودعوتنا الى جعل الثلثاء (اليوم)، يوم وصول ترامب الى بيت لحم، يوم غضب، تهدف الى إيصال رسالة الأسرى الى صناع القرار في العالم والجهات المؤثرة في إسرائيل». وقال الأمين العام لحزب الشعب عضو اللجنة بسام الصالحي ل «الحياة»: «أردنا بهذه الدعوة ان نعلن رفضنا السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل»، كما «أردنا إيصال رسالة الأسرى الى الرئيس الأميركي، وهي رسالة حقوق إنسان، رسالة بشر يبحثون عن حقوق أساسية تحرمهم منها سلطات الاحتلال». وأعاد الإضراب الشامل الذي عم الضفة الغربية، الى الأذهان الإضرابات الشاملة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في الانتفاضة الأولى. وجاءت الدعوة الى الإضراب بمشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل التي دعت الى إضراب مماثل في التجمعات الفلسطينية في أراضي ال48 (العرب في إسرائيل). وشهد العديد من المدن والقرى والمخيمات مواجهات واسعة بين المتظاهرين المتضامنين مع الأسرى وقوات الاحتلال. وجاء هذا التصعيد في وقت تشهد السجون الإسرائيلية تدهوراً كبيراً في الأوضاع الصحية للأسرى. وقالت اللجنة الإعلامية للإضراب إن عدداً من الأسرى المضربين في عزل سجن «نيتسان الرملة» دخل مرحلة حرجة. وقالت في بيان لها ان عدداً منهم نقل الى المستشفيات المدنية الإسرائيلية. ونقل محامي هيئة الأسرى إيهاب الغليظ، الذي زار أسرى أمس، عنهم القول إن الأسرى المضربين يعانون من فقدان الوعي بشكل متكرر والغثيان والتقيؤ، وأوجاع شديدة في الرأس والأطراف، وانخفاض في ضغط الدم، وتسارع في نبضات القلب وغيرها. وقال ان كل أسير فقد ما لا يقل عن 15 كيلوغراماً من وزنه. وأوضح أن 72 أسيراً محتجزاً في سجن عزل «نيتسان» مضربون في ظروف قاهرة ومأسوية. وقال عضو لجنة مساندة الإضراب قدورة فارس ان إدارة مصلحة سجون الاحتلال تُمارس سياسة عزل الأسرى المضربين عن العالم الخارجي، وتضع العراقيل أمام أهالي المضربين والمؤسسات الحقوقية، وتمنعهم من الاطّلاع على أوضاعهم الصّحية. وأضاف: «ترفض السلطات تقديم أسماء وظروف من تمّ نقلهم إلى المشافي المدنية الإسرائيلية»، مشيراً الى أن السلطات حولت السجون الى مشافٍ ميدانية لمعالجة المضربين عن الطعام. وطالبت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى الّلجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان بالضغط على الحكومة الإسرائيلية من اجل تلبية إضراب الأسرى والحفاظ على حياتهم، كما طالبتهم بالكشف عن تطورات الأوضاع الصّحية للأسرى، وحمّلت أطباء السّجون وإدارة مصلحة السّجون المسؤولية الكاملة عن حياتهم.