بدأت أنقرة محاكمة 221 شخصاً بينهم 200 ضباط بارز في الجيش بتهمة تخطيط محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الحكومة في 15 تموز (يوليو) الماضي حين قتل أكثر من 240 شخصاً، في قضية يطالب فيها المدعون بعقوبة السجن المؤبد. وحضر جميع المتهمين المحاكمة باستثناء 12 لا يزالون طلقاء، وبينهم رجل الدين فتح الله غولن المنفي في الولاياتالمتحدة الذي يحاكم غيابياً بعدما حمّله الرئيس رجب طيب أردوغان مسؤولية تدبير الانقلاب، وهو ما ينفيه غولن، فيما اعتقلت السلطات حوالى 50 ألف شخص بسبب مزاعم عن صلتهم بالداعية. وفي طريقهم إلى المحكمة في سنجان على مشارف العاصمة أنقرة حيث انتشر أكثر من 1500 عنصر أمن، مرّ المتهمون وبينهم مساعد للرئيس رجب طيب أردوغان وقائد سلاح الجو وعشرات الضباط برتب جنرال وكولونيل وعقيد أمام عشرات من المتظاهرين الذين طالبوا بإعدامهم وألقوا مشانق عليهم. وبين المتهمين المشبوهون الرئيسيون في دهم مبنى التلفزيون الرسمي وإجبار مذيعة على قراءة إعلان عن استيلاء الجيش على السلطة، وخضوع تركيا لإدارة لجنة تحمل اسم «السلام في الداخل». وفي بداية الجلسة صرخ أفراد من أسر الضحايا حضروا المحاكمة في وجه المتهمين، وصاحت إمرأة قتِل ابنها خلال محاولة الانقلاب قبل أن تفقد وعيها: «اقتلوا هؤلاء الخونة... قتلة ابني». ثم استدعى القاضي فريقاً طبياً الى قاعة المحكمة. وبعد تأكيد هويات المشبوهين وتلاوة ملخص لائحة الاتهامات التي تقع في ألفي صفحة سيستطيع المتهمون تقديم دفاعاتهم، علماً أن جلسات القضية التي تعتبر احدى أكبر المحاكمات المرتبطة بالانقلاب في أنحاء تركيا، ستستمر حتى 16 حزيران (يونيو) المقبل. على صعيد آخر، أفادت محطة «سي إن إن ترك» التلفزيونية بأن الشرطة التركية اعتقلت أستاذة جامعية تدعى نوريا غولمان ومدرساً ابتدائياً يدعى سميح أوزاكتشا ينفذان إضراباً عن الطعام منذ أكثر من شهرين، احتجاجاً على فصلهما من العمل في إطار الحملة الحكومية التي تلت انقلاب 15 تموز. وأشارت المحطة الى أن الشرطة اعتقلت أيضاً محاميَين حاولا عرقلة عناصرها، وفتشت عقارات خلال المداهمات. ونظم غولمان وأوزاكتشا مسيرات في وسط أنقرة لإلقاء الضوء على محنتهما ومحنة حوالى 150 ألف موظف عام أوقفتهم السلطات عن العمل أو فصلتهم بعد محاولة الانقلاب. وكتبت غولمان على «تويتر» الليلة الماضية: «تحاول الشرطة السياسية دخول المنزل. يكسرون الباب الآن». وأضافت: «اللعنة على الفاشية! يعيش إضرابنا عن الطعام. نريد العودة الى وظائفنا. لم ولن نستسلم». وقال محامٍ يدعى سلجوق كوزاجاكلي على «تويتر»: «اعتقلت الشرطة غولمان وأوزاكتشا، وهما في خير رغم انهما تعرضا لمعاملة قاسية». ويقول منتقدون لأردوغان في تركيا والخارج إنه «يستخدم الانقلاب ذريعة لإقصاء خصومه وتكميم المعارضة». وأفاد تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية بأن فصل موظفي الدولة «نفذ بطريقة تعسفية، وكان له تأثير كارثي على حياتهم، وتقاعس السلطات عن تحديد معايير واضحة لعمليات الفصل أو تقديم أدلة على حصول مخالفات تطعن في زعمها ان كل عمليات الفصل ضرورية لمكافحة الإرهاب». وزاد التقرير: «بدلاً من ذلك تشير الأدلة إلى وجود دوافع تنطوي على تعسف وتمييز واسع وراء حملة التطهير».