حصلت السعودية أماني حسن مطبقاني على براءة اختراع خمسة مشاريع، اثنان منها تختصان بالبيئة، وثلاثة مشاريع علاجية، منها ما يخص مرضى السكر ويمنع الإصابة بالغرغرينا، من دول مجلس التعاون الخليجي، تشمل المملكة العربية السعودية كما حصلت على دعم من جامعة «كاوست» لإجراء بحوثها وتجاربها لإكمال اختراعاتها، التي تتلخص في جوارب وقفازات علاجية، ولصقات للحروق والجروح، وأكياس نفايات محافظة على البيئة. وتؤكد أماني مطبقاني على الاهتمام الذي يوليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم البحوث والاختراعات، الذي يسهم بشكل فعال في نهضة البلد، ومساعدة الطلبة والباحثين في مختلف المجالات، قائلة: «تقدمت بطلب إلى الجهات المختصة للحصول على دعم ابتكاراتي، وعلى الفور جاءت التوجيهات السامية لجامعة «كاوست» بدعمي من جميع الجهات». وعن ابتكاراتها تتحدث مطبقاني بداية عن المشاريع الثلاثة العلاجية، وتبدأ بالجوارب المعالجة لخشونة القدمين وأهميتها لمرضى السكر، موضحة أن الجوارب تحتوي على مادة «الانتبيوتك» وعلى مسامات تهوية تمنع إصابة الأرجل بالرطوبة، التي تؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا بالنسبة لمرضى السكر، خصوصاً عندما تكون القدم متشققة، فالجوارب تحافظ على جفاف القدمين لمرضى السكر عبر مسامات التهوية، إذ تجعل البشرة تتنفس، وتوضح مطبقاني أن الجوارب مقسمة إلى أقسام عدة، منها ما هو علاج لترطيب الرجل بالكامل، ومنها ما هو مخصص للكعب فقط، إذ تتركز المادة المرطبة في منطقة الكعب في الجورب، إضافة إلى جوارب مخصصة لكاحل القدم، وأخرى لأطراف الأصابع. أما قفازات اليدين فتنقسم إلى نوعين: علاجي وتجميلي، فالنوع الأول يختص بعلاج أمراض الصدفية والتعرق الشديد لليدين، والحساسية والحبوب التي تصيب المنطقة بين الأصابع، وتشققات اليدين وعلاج لتصبغات واسمرار بشرة اليد بمواد مبيضة طبيعية مئة في المئة، وآخر تجميلي، إذ مضاف للطبقة الداخلية مادة «الكولاجين» لعلاج تجاعيد بشرة اليدين، مضيفة أن اللصقة عبارة عن لصقة للحروق والجروح، مدعمة بمادة «الانتبيوتك» ومتوفرة بأحجام وأشكال متعددة ومختلفة. ومن منطلق الحفاظ على البيئة، ولمنع رمي النفايات في الشارع والتأذي من الروائح ومنع التلوث، اخترعت مطبقاني أكياس نفايات خاصة بالسيارات، ولحفاظات الأطفال، بروائح عطرية ومواد معقمة وأشكال وألوان متنوعة محافظة على البيئة، وحصلت على براءة الاختراع بمسمى «ابتكاراتي والبيئة» من جامعة الملك سعود، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، «تشمل المملكة العربية السعودية»، لتعد أول امرأة سعودية تبتكر اختراعاً يحافظ على البيئة، وتعيد الدافع من وراء تفكيرها لتصنيع أكياس نفايات تستخدم في الوقت نفسه «فواحات» عطرية إلى لمسها معاناة النساء من انتشار الروائح الكريهة والمؤذية التي تنبعث من «البامبرز» نتيجة إلقائها في الحاويات، إذ إن جميع شركات «حفاظات» الأطفال لم تتجه إلى تصنيع أكياس خاصة بالحفاظة بعد الاستعمال، أما بالنسبة لأكياس السيارات فقد كانت مطبقاني تتألم عندما تشاهد النفايات تُرمى من نافذة السيارات إلى الشارع، ما يساعد في تلوث البيئة والأجواء، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار البكتيريا والجراثيم وانتشار الأمراض، ففكرت في صُنع أكياس تظل لفترة من الوقت في السيارة من دون انبعاث رائحة كريهة، بل على العكس جعلتها تستخدم أيضاً فواحة عطرية في الوقت نفسه لتعطير السيارة ودعمتها بروائح عطرية عدة وترضي جميع الأذواق. وسارت مطبقاني على مبدأ رضاء الزبون غاية لا تدرك، فقد دعمت الأكياس بروائح عطرية مختلفة وغريبة، في محاولة منها لإرضاء جميع الأذواق، مشيرة إلى أن «الفواحة» ليست مدعمة بروائح عطرية فقط، وإنما أيضاً تعتبرها طبية، إذ تتوفر برائحتي الديتول والفيكس، اللذين يساعدان في تخفيف الزكام للأشخاص المصابين بالأنفلونزا، مضيفة أن الأكياس تتوفر بأشكال وألوان عدة وجميلة تناسب جميع الفئات العمرية من الشباب والبنات، بحيث تعتبر زينة للسيارة أكثر منها أكياس نفاية. وعندما راودت الأفكار مطبقاني شرعت في عمل مسح شامل للسوق، ولجميع الشركات على مستوى العالم العربي، حتى تأكدت من أنه لا يوجد شركة على الإطلاق فكرت في تصنيع أكياس نفايات للحفاظات أو السيارات، كما تأكدت من جهة أخرى أن 85 في المئة من الرجال والنساء مصابون بخشونة وتشققات في القدمين، فبدأت العمل على تحقيق مشاريعها التي ترتكز على العلاج والحفاظ على البيئة، حتى انتهت إلى ما وصلت إليه، ثم تقدمت للحصول على براءة اختراع من جامعة الملك سعود في الرياض، التي حصلت عليها أخيراً، إضافة إلى حصولها على براءة اختراع أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى رغم أنها أعدت دراسات شاملة، ومسحاً للأسواق، وحصلت على براءة الاختراع، إلا أنها واجهت العقبة الرئيسة لإنتاج اختراعها، التي دائماً ما تواجه الاختراعات والمشاريع المبتكرة فتجعلها تقف في منتصف الطريق، وهي المادة، بالنسبة لمطبقاني فقد أنفقت الكثير مما لديها لعمل التجارب، وعندما حان وقت تنفيذ المشروع وجدت أن المصروفات تفوق إمكاناتها، فبعثت لخادم الحرمين برقية وحصلت على توجيه بدعمها من مدينة الملك عبدالله.