حيرت حادثة سقوط فتاة (في العقد الثالث من العمر) في بئر ارتوازية في مقر شنيف في منطقة أم الدوم الجهات الأمنية والفرق الإنقاذية، بعدما فشلت جميع آلياتها وإمكاناتها من العثور عليها، إذ ظلت جميعها في حال بحث على مدار ال24 ساعة منذ سقوطها أول من أمس (الأحد). وتلقت الجهات الأمنية والإسعافية في أم الدوم (شمال شرق محافظة الطائف) بلاغاً عن سقوط الفتاة في فوهة بئر ارتوازية قطرها 40 سم وعمقها أكثر من 50 متراً، وعلى الفور هرعت فرق الإنقاذ إلى موقع الحادثة إلا أنها اصطدمت عقب مباشرتها أعمال الإنقاذ بعدد من العوائق نظراً إلى صعوبة الموقف وشح المعلومات عن حال السقوط، إذ حاولت جاهدة طوال أول من أمس (الأحد) وأمس (الإثنين) العثور عليها بيد أن كل المحاولات باءت بالفشل. وبعدما أيقنت بصعوبة الموقف، طلبت الفرق المباشرة للواقعة المزيد من فرق الإنقاذ والقوة البشرية والاستعانة بالطائرات العامودية في عمليات البحث التي أرهقت رجال الأمن من دون جدوى إذ تم تمشيط موقع الحادثة بالكامل، واستعانت الفرق في عملياتها المتواصلة منذ غروب شمس أول من أمس (الأحد) بأجهزة رصد حديثة ومتطورة، وتركزت عمليات البحث المكثفة حول البئر الارتوازية التي (بحسب البلاغ الذي تلقته الجهات الأمنية) سقطت فيها الفتاة الثلاثينية. ونظراً إلى ضيق فوهة البئر وعمقها الممتد في جذور الأرض استعانت فرق البحث بكاميرات حرارية دقيقة التصوير تم إنزالها داخل البئر إلا أنها زادت الموقف صعوبة، إذ لم ترصد الصور التي التقطتها تلك الكاميرات أي دليل يشير إلى وجود الفتاة أو يقود فرق الإنقاذ إلى العثور عليها. ووجدت الفرق التابعة للدفاع المدني نفسها مضطرة إلى تكثيف نطاق ومعدات بحثها، عند ذلك كان لا بد من استخدام المعدات ثقيلة الوزن (الشيولات و«الدركتلات» و«البوكلينات» الغرافة)، وتم بالفعل استخدامها في حفر منطقة واسعة بالقرب من موقع الحادثة، بيد أن الأمور عادت إلى نقطة البداية بعد أن باءت عمليات الحفر من أجل العثور على الفتاة «اللغز» بالفشل، ولا تزال عمليات الحفر والبحث متواصلة. من جهته، اعتبر الناطق الإعلامي للدفاع المدني في الطائف المقدم خالد القحطاني الحادثة فريدة من نوعها، وأوضح ل«الحياة» صعوبة الموقف بسبب ضيق فوهة البئر وعمقها البعيد إضافة إلى وجود كميات كبيرة من المياه في قاعها الذي استقرت فيه الفتاة المفقودة، ووعورة المنطقة كونها جبلية وأرضها عبارة عن حرة بركانية. وقال: «إن خمس فرق إنقاذ وقوة بشرية من الضباط والأفراد ما زالوا مباشرين للحادثة، إضافة إلى عدد من المهندسين والمختصين في أمور حفر الآبار والمعدات الثقيلة التابعة للدفاع المدني الذين يعملون هم الآخرون على استنزاف المياه بواسطة الغطاسات الكهربائية، وفتح هوة بئر أخرى مجاورة بهدف توسعة البئر لتمكين رجال الإنقاذ من النزول إلى قاع البئر بمعدات الغوص و«الأوكسجين» نظراً إلى انعدامه ولرداءة التهوية في قاعها البعيد، ما يشكل خطراً وبعداً آخر». وأضاف القحطاني أن الدفاع المدني استخدمت الكاميرات الحرارية لتصوير قاع البئر من الأعلى، مفيداً أن العمل في الموقع ما زال مستمراً على مدار الساعة مع وجود سيارات ومقطورات الإضاءة وعدد من «الشيولات» و«الدركتلات» و«البوكلينات» الغرافة و«الشاكوش» الدقاق.