تمرد أربعة طبالين دنماركيين هم أعضاء فرقة «كوبنهاغن درامز» (Morten Specht ،NicolajSicard، Matti Schneider ،Daniel Hansen) على عالم كامل من التقاليد الراسخة وقواعد الانضباط الخاصة بالحياة العسكرية في كوبنهاغن، حيث كان الرباعي جنوداً في الحرس الملكي لملكة الدانمارك مارغريت الثانية وكانوا يعزفون الموسيقى العسكرية التقليدية أمام الملكة. وعام 2010 اكتشف الأربعة مقدرتهم الفائقة على خلق أنماط إيقاعية غير تقليدية عبر تقنيات غير متوقعة يمكنها التوافق ذاتياً لتخرج تجربة موسيقية إيقاعية مختلفة أبهرت الجميع، إذ لا يقتصر عزفهم على الآلات الإيقاعية المتعارف عليها، بل يحولون كل ما لا يمكن أن تتوقعه آلة موسيقية يصدرون بها أنغاماً متجانسة. وفي حفلتهم الأخيرة في الإسكندرية تحت اسم elements استعان فريق الطبالين الدانماركي بأواني طهي الفول (تسمى قدرة) وصناديق القمامة. بدأت الفرقة الدنماركية مشوارها الفني عبر المشاركة في مسابقة «دانمارك غوت تالنت» (نسختها العربية آراب غوت تالنت وتذاع عبر قناة MBC)، وفازوا بالمركز الأول، حيث قدموا عروض طبل مبتكرة. فاستخدموا المياه، والسلالم، والنار والصناديق في عروضهم والتي بثت على التلفزيون الوطني، فكانت هي الانطلاقة الحقيقية لهم. «أردنا أن نكتشف الطبول الى آخر مدى واكتشفنا الرغبة في استكشاف جميع جوانب الطبول بالخروج إلى كل الآراء والأفكار المجنونة حول كيفية استخدام الآلات الإيقاعية بداية من الطبول، وصولاً إلى قناعة حول إمكان جعل أي أداة طبول إبداعية غير تفليدية» وفق ما يقول دانييل ل «الحياة». عام 2013 وقفت الفرقة جنباً إلى جنب مع المغنية ومولفة الأغاني الدنمركية إيميلي دي فورست في سباق الجائزة الكبرى الدنماركية Melodi، وفازوا ب «يوروفيجن» 2013 (مسابقة للأغاني). يضيف دانييل: «مع إيميلي تحولنا إلى عاصفة تجوب العالم». تتميز عروض الفرقة بالدقة والاتساق والانضباط الممزوج بالعاطفة والفضول. ويشير دانييل إلى «تقديمهم تجربة جديدة كل حفلة تجمع بين قرع الطبول مع أدوات غير تقليدية تجتذب الطاقة والحماسة»، مؤكداً أهمية المؤثرات الخاصة التي يضيفونها للعروض والتي تلقى نجاحاً كبيراً. ويقول: «نتطلع لإعطاء جمهورنا تجربة بصرية رائعة لا تنسى». وتقوم التجربة البصرية للفرقة على تقنيات الصوت والضوء والمؤثرات البصرية، مع اختيار دقيق للعناصر التي سيتم إضافتها لتصبح آلات إيقاع غير تقليدية بحيث تستمد أصالتها من البيئة المستهدفة بالعرض. وخلال حفلة الإسكندرية استخدمت الفرقة في كل مقطوعة عنصراً معيناً بدءاً من الدق بالماء، مع عناصر تكمل الصورة البصرية من الضوء والدخان والليزر، حتى الدق على صناديق القمامة في تجربة استمتع بها الجمهور كثيراً ولم تتوقف تجربتهم عند تلك الحدود، بل استخدموا قدر الفول المصرية المعدنية وقدموا بها عرضاً خيالاً جذب تفاعل الجمهور الى حد كبير. وعن الأمسية يقول دانييل: «ندرس ثقافة جمهور الحفلة ونسعى لإدماجها في طبولنا، وعلمنا أن الفول متعلق بحياة المصريين ومن ثم أردنا استخدام أحد مكونات الثقافة المصرية وقمنا بتكريسها في عمل فني إبداعي، فقدمنا عرضاً بقدر الفول. استمتعنا كثيراً مع الجمهور المتفاعل بكل لحظة موسيقية المتأجج حماسة والمشتعل مع كل أنواع الموسيقى». قدمت الفرقة أكثر من 1000 حفلة في الدنمارك وخارجها. وقدمت الحفلة في الإسكندرية بالتعاون مع المؤسسة الثقافية السويسرية (بروهيلفتسيا)، ورعاية المعهد الدنماركي المصري للحوار (ديدي)، والمعهد السويدي في الإسكندرية، ومعهد غوته، ومركز الجزويت الثقافي.