زار رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي بنغازي في شرق ليبيا أمس، والتقى قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بعد يوم على استعراض عسكري ضخم في الكلية العسكرية في مدينة «توكرة» على بعد 70 كيلومتراً من مدينة بنغازي. والفريق حجازي مُكلف من القيادة السياسية في مصر بالإشراف على الملف الليبي، وهو أكبر مسؤول مصري يزور بنغازي منذ اندلاع الانتفاضة هناك ضد نظام العقيد معمر القذافي في آذار (مارس) 2011. واستقبل الفريق حجازي في مطار «بنينا» الدولي، رئيس الأركان العامة في الجيش الليبي اللواء عبدالرازق الناظوري يرافقه وفد عسكري بارز، واصطحبه إلى مقر القيادة العامة للجيش في منطقة الرجمة في حي المرج في بنغازي، حيث التقى حفتر. وتتزامن زيارة حجازي مع احتفالات في بنغازي والجيش الليبي بذكرى انطلاق معركة «الكرامة» في أيار (مايو) 2014، وهو أول احتفال يقيمه الجيش بعد أن حرر غالبية أراضي بنغازي من الجماعات المسلحة، علماً أن اشتباكات ما زالت تدور في منطقتي «سوق الحوت» و «الصابري» في شمال وسط المدينة، قرب الميناء. وشكلت زيارة الفريق حجازي بنغازي، أكبر دعم معلن لحفتر، وسط تجاذبات داخل ليبيا حول قيادته للجيش الذي يعاني حظر تسليح من جراء قرار دولي. وسعى حفتر خلال احتفالات أول من أمس إلى ترسيخ قيادته تلك بتخريج أول دفعة من ضباط القوات المسلحة منذ عام 2011، فضلاً عن مشاركة وحدات من القوات البرية والجوية الليبية، فيما بدا أنه عرض للقوة. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائد الجيش الليبي في القاهرة الأسبوع الماضي، وتسعى القاهرة لإتمام مصالحة ليبية داخلية. وقال حفتر في كلمة خلال العرض العسكري مساء أول من أمس، إن «تخريج الدفعة يعد انتصاراً لمؤسسة الجيش». وأضاف: «أتطلع إلى بناء دولة القانون والمؤسسات»، مشدداً على أن «الجيش الوطني الليبي جيش واحد تحت قيادة واحدة، ولن نسمح بإنشاء أي جسم مسلح خارج نظامه، ولن نترك عاصمتنا العزيزة طرابلس مرتعاً للإرهابيين». وأكد أن «الشعب الليبي لن يهنأ حتى تعود طرابلس إلى حضن الوطن». وزاد: «سنواصل نضالنا حتى نستعيد الوطن بأكمله». وبعد المراسم جال حفتر في شوارع بنغازي ليلاً في موكب مهيب، واصطف ليبيون لتحيته.