تمكنت قوات الجيش الوطني في جبهة الكدحة غرب مدينة تعز من السيطرة على جبل القرون وقرية الميهال ومدرسة خالد بن الوليد ومحيطها بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية أمس. وقال نائب المتحدث باسم محور تعز العقيد عبدالباسط البحر لموقع «سبتمبر.نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية إن السيطرة على هذه المواقع وخصوصاً مدرسة خالد بن الوليد ومحيطها يعتبر مهماً للجيش نظراً إلى استخدامها مركزاً لقيادة الميليشيات. في هذا الوقت أعلن الحوثيون صنعاء «مدينة منكوبة» نتيجة تفشي داء الكوليرا فيها. وذكر الصليب الأحمر الدولي أن الكوليرا قتلت 180 على الأقل في اليمن منذ 27 نيسان (أبريل) وتم الإبلاغ عن 11 ألف حالة إصابة أخرى مشتبه بها. وأكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أنها تخشى من أن النظام الصحي المتدهور لن يتمكّن وحده من التعامل مع تفشّي المرض. وقال البحر إن تعزيزات كبيرة وصلت إلى قوات الجيش الوطني، وتكبدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري وسط انهيار شبه تام في صفوفها، كما تمكنت قوات الجيش في محافظة تعز من تحرير مزارع الحريشية في منطقة الهاملي بمديرية المخا غرب المحافظة. وأكد مصدر ميداني ل «سبتمبر.نت» أن عشرين من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم خلال معارك تحرير مزارع الحريشية وأصيب العشرات. من جهة أخرى، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على أهداف وتجمعات للميليشيات في منطقة الجبلين (حمران) غرب محجر الراعي آخر مناطق مديرية المخا على الحدود مع منطقة ظمي التابعة لمديرية حيس بمحافظة الحديدة. وأسفرت تلك الغارات عن تدمير عتاد عسكري وتعزيزات لدعم جبهات الانقلابيين في ما تبقى من المخا. كما لقي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم بينهم مسؤول مدفعية الانقلابيين بمديرية دمت شمال محافظة الضالع نتيجة قصف مدفعية الجيش مواقعهم. وقالت مصادر ميدانية ل «سبتمبر.نت» إن مدفعية اللواء 83 في مريس بمحافظة الضالع قصفت تجمعات وتحصينات للميليشيات في دمت سقط على أثرها 3 قتلى بينهم مسؤول مدفعية دمت ويدعى مسعد اليافعي المكنى «أبو خلدون» في منطقة المظاريف. كما قصفت مدفعية اللواء 83 بصواريخ الكاتيوشا تعزيزات للانقلابيين قادمة من رداع لتعزيز عناصرها في عزلة نعوة بعد سقوط عزلة الربيعتين بجبن بيد المقاومة الشعبية. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي وقوف بلاده إلى جانب اليمن وقيادته الشرعية وأي جهود من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار بما يحفظ وحدة الأراضي اليمنية وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات الشعب. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه معه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أكد بن علوي خلاله اعتزازه بمستوى العلاقات التاريخية والروابط الاجتماعية التي تربط بين البلدين والشعبين. وعلى صعيد انتشار وباء الكوليرا تحدث الأمين العام للمجلس المحلي بأمانة العاصمة (المعيّن من الحوثيين) أمين محمد جمعان عن «انتشار فجائي وبائي يحصد أرواح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء، يطاول ويهدّد حياة كل اليمنيين في ظل استمرار الحرب». وطالب المنظّمات الإنسانية ب «سرعة إسناد الجهد المحلي والوطني والعمل الفوري والعاجل لتلبية الحاجات الصحية، الوقائية والعلاجية، لمنع انتشار هذا الوباء القاتل وتطويق مسبّباته وتوفير الأمصال الدوائية المناسبة لإنقاذ أرواح المصابين». كما أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الانقلاب حال الطوارئ الصحية في صنعاء، وقالت إن الإصابات تجاوزت المعدّلات الطبيعية وأصبحت تفوق قدرة النظام الصحي الذي أصبح عاجزاً عن احتواء هذه الكارثة الصحية، إذ تجاوز عدد الإصابات 2567 في أسبوعين. بدورها، أكدت منظّمة «يونيسيف» ارتفاع عدد حالات الإصابات بالإسهالات المائية الحادّة على رغم جهود الإغاثة. كما حضّت منظّمة «أطباء بلا حدود»، المنظّمات الدولية على زيادة المساعدات الإنسانية للحدّ من انتشار الكوليرا في اليمن وتحسّباً لتفشّي أمراض أخرى. وأوضحت المنظّمة أنها «قامت بإنشاء مراكز لعلاج الكوليرا ضمن خمسة مستشفيات لعزل المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض ومعالجتهم، كما تدعم مرافق أخرى تديرها وزارة الصحة العامة والسكّان».