أفادت مصادر يمنية، موالية للشرعية، بتواصُل المعارك أمس في محيط وداخل معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، في مديرية موزع غربي محافظة تعز (جنوب غرب). يأتي ذلك غداة تأكيد نائب الرئيس الاستمرار في عمليات تحرير الساحل الغربي. وذكر موقع «سبتمبر نت» الإلكتروني اليمني، المقرّب من قوات الشرعية، أن الجيش الوطني سيطر ليل الأربعاء- الخميس على الأجزاء الغربية من معسكر خالد بن الوليد وخاض أمس اشتباكات عنيفة داخله. ونقل الموقع عن مراسله أن «هذه التطورات جاءت في أعقاب تمكن الجيش من السيطرة على نقطة مراقبة داخل المعسكر إثر اشتباكات عنيفة» مع ميليشيات الحوثي- صالح الانقلابية. وأشار المراسل إلى شنّ مقاتلات التحالف العربي غارات تمهيدية في محيط المعسكر وداخله «أوقعت عديداً من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين». في السياق نفسه؛ أفاد موقع «المصدر أونلاين» الإلكتروني اليمني بتواصل المعارك في محيط المعسكر، بين قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) والانقلابيين. ونقل الموقع عن مصدر عسكري إشارته إلى تعزيز قوات الشرعية تقدمها في اتجاه المعسكر و«توغلها جنوب مديرية الوازعية لتأمين تقدمها نحوه». وتحدث المصدر عن سيطرة الشرعية نارياً على مواقع الحوثيين في غرب وجنوب المعسكر، مرجِعاً «إرجاء تحريره» إلى السعي ل «تعزيز انتشار القوات الحكومية جنوبي موزع، من أجل تأمين تقدمها في اتجاه المعسكر وطريق تعز- الحديدة». في المقابل، يقصف الحوثيون، بحسب ما أورد «المصدر أونلاين»، مواقع قوات الشرعية قرب المعسكر وعند جبل النار. وطبقاً للمصدر العسكري؛ قُتِلَ 13 وأصيب 20 آخرون من الحوثيين وعناصر صالح، مقابل مقتل 5 وإصابة 7 آخرين من قوات الشرعية. ولاحظت قناة «العربية»، نقلاً عن مصادر، أن عملية اقتحام الجيش الوطني للمنطقة الغربية من معسكر خالد لم تكن سهلة «حيث التفّت قوات الشرعية من الجهة الشمالية الغربية للمعسكر معزَّزةً بغطاء مدفعي وصاروخي وبإسناد من طائرات التحالف العربي والبوارج المرابطة قبالة ميناء المخا». وأفاد موقع «العربية نت» باقتحام الجيش اليمني المعسكر الاستراتيجي من الجهة الغربية لتعز، وخوضه مواجهات عنيفة داخله أمس. ولفت الموقع، في تقريرٍ له، إلى فرار كثيرٍ من المسلحين الانقلابيين في اتجاه منطقة البرح جنوباً، أمام القصف المكثف على المعسكر. وأشار التقرير نفسه إلى تكثيف قوات التحالف غاراتها مستهدِفةً مواقع وتجمعات للميليشيات في شمال وجنوب مدينة الحديدة إلى الشمال من تعز. على جبهة أخرى؛ شن طيران التحالف غارة، ظهر أمس، على قاعدةٍ في محافظة شبوة (جنوب) كان الانقلابيون يستخدمونها في إطلاق صواريخ «كاتيوشا». ونقل موقعا «سبتمبر نت» و«عدن الغد» عن شهود عيان أن الطيران دمر القاعدة وأنهم عاينوا ألسنة لهب تتصاعد منها. وبحسب «عدن الغد»؛ كان الحوثيون يستخدمون هذا الموقع، في شرق قرية النقوب في مديرية عسيلان، لإطلاق صواريخ، بصفة عشوائية، على منازل المدنيين. وأشار «سبتمبر نت»، في الوقت نفسه، إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين قواتٍ من اللواء 19 مشاة في الجيش الوطني وأفراد من المقاومة الشعبية من جهة والميليشيات من جهة ثانية، في جبهتي لخيضر والخزان في عسيلان. وأسرت قوات الجيش، بحسب ما كتب الموقع، مسلحاً أجنبياً (صومالي) كان يقاتل بجانب الميليشيات في المديرية ويُدعى محمد و»كان يعمل في منطقة رداع قبل أن ينخرط في صفوف الميليشيات». إلى ذلك؛ أكد نائب الرئيس، الفريق الركن علي محسن الأحمر، عزم القيادة السياسية، وبدعم كبير من دول التحالف بقيادة المملكة، الاستمرار في عمليات تحرير الساحل اليمني الغربي، بما يضمن منع الانقلابيين من تهريب السلاح أو تهديد الملاحة الدولية. ونبّه الأحمر، خلال اتصالين هاتفيين مساء أمس الأول بقائدين عسكريين، إلى أهمية الجاهزية القتالية لدى الجيش، ورفع مستوى الحس الأمني والتدريب. وتحدث، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، عن بذل «الحكومة جهوداً في تهيئة الموانئ والممرات الواقعة تحت إدارتها، لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بما يمنع الانقلابيين من احتكار تلك المواد وبيعها في السوق السوداء». وخلال الاتصالين الهاتفيين؛ تحدث قائدا المنطقتين العسكريتين الرابعة والخامسة، اللواء الركن فضل حسن واللواء الركن عمر سجاف، عن اكتمال الاستعدادات لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية. وتخوض قوات هاتين المنطقتين مواجهاتٍ ضد الانقلابيين في عددٍ من المناطق بينها ميدي وحرض والمخا، شمالاً وغرباً. أكدت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن تقديرها البالغ للدور المهم للقوات السودانية بجانب أشقائها من قوات الدول الأخرى في التحالف، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن والمنطقة. وعبّرت قيادة التحالف، في بيانٍ لها مساء أمس الأول، عن خالص العزاء وصادق المواساة للقوات المسلحة السودانية، لاستشهاد 5 من رجالها البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف.