قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس، إن مفاوضات جنيف التي تبدأ اليوم الثلثاء ستناقش «السلال الأربع» التي تم الاتفاق عليها في الجولة السابقة بين وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة. والسلال الأربع هي الدستور، ومؤسسات الحكم، والانتخابات والإرهاب. وفي رد غير مباشر على تصريحات أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام وقلل فيها من أهمية مفاوضات جنيف باعتبارها مناسبة لوسائل الإعلام، قال دي ميستورا إن الحكومة السورية أرسلت وفداً من 18 شخصاً برئاسة بشار الجعفري «من أجل العمل وهم مخولون النقاش في شكل جاد». وفي الأسبوع الماضي، قال الأسد لقناة «أو.إن.تي» التابعة لتلفزيون روسيا البيضاء إن محادثات جنيف «مجرد لقاء إعلامي ولا يوجد أي شيء حقيقي في كل لقاءات جنيف السابقة». ونفى دي ميستورا في تصريحات أمس أن تكون الأممالمتحدة تتعرض للاستغلال كغطاء ديبلوماسي لمزيد من الحرب. وقال للصحافيين: «إذا كان معنى أن تكون وسيطاً وأن تسعى إلى إيجاد نقاط مشتركة أنه يجرى استغلالك ... فسأقبل ذلك. البديل هو لا مناقشات ولا أمل ولا أفق سياسي... مجرد انتظار الحقائق على الأرض». وتابع أن «الحقائق على الأرض»- وهو تعبير تستخدمه الأممالمتحدة في الإشارة إلى «الحرب»- لن تسفر عن حل سياسي للصراع الصعب والذي تعهدت جميع الأطراف بتحقيقه. وقال إن الولاياتالمتحدة أكثر انخراطاً واهتماماً بالعملية، وأشار إلى النشاط الديبلوماسي الرفيع المستوى الذي يجرى خلف الستار. وقال: «كل الأمور متصلة ببعضها. هناك اجتماعات كبيرة مهمة جارية وستجرى. هناك مناقشات تجرى في العواصم. كلها لها تأثير في ما نبحثه. لكنني لن أوضح ذلك الآن». وقال دي ميستورا إن هذه الجولة ستكون أقصر وأكثر عملية وتبدأ الثلثاء وتنتهي السبت ولن تتاح فيها فرص كبيرة للأحاديث الخطابية. وتابع: «حتى القاعات ستكون أصغر حجماً... نوع الاجتماعات سيكون أكثر تفاعلية واستباقية وأكثر تواتراً. سنختار كذلك بعض الموضوعات للتركيز عليها من أجل إحداث حركة أكبر». اما وكالة الأنباء السورية «سانا» فنقلت عن دي ميستورا: «من المنصف أن نقول إن هذا الاجتماع سيكون مختلفاً عن الاجتماعات السابقة فجميع الوفود ستكون حاضرة وليس هناك جدول أعمال، إذ اتفقنا على جدول الأعمال في الجولتين السابقتين واتفقنا على أربع سلال كلها مهمة وستمضي في شكل متوازن». وتابع أن «الهدف في هذه الجولة أن نخوض ببعض العمق وأن نكون عمليين، كما أن الاجتماعات ستكون تفاعلية ومتكررة في شكل أكبر وسنختار بعض العناوين لنسلط عليها الضوء من أجل إحراز تقدم في شكل أكبر في بعض السلال أو في جميعها، وهذا سيتبين فور مناقشاتنا مع الوفود». وقال: «ما من شك في أن هذا اللقاء مهم في ظل مذكرة آستانة (المتعلقة بمناطق «خفض التوتر» الأربع) ونحن نعمل بالتوالي فإن لم تكن هناك آستانة لم نكن لنرى جنيف»، معتبراً أي شكل من أشكال التهدئة أو تخفيف التوتر لا يمكن أن يستمر ما لم يكن هناك أفق سياسي باتجاه أو بآخر و «هذا تحديداً ما نعمل من أجله». وأوضح نائب المبعوث الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي أنه خلال زيارته دمشق يوم السبت تم تأكيد موضوع «السلال الأربع» حول طاولة الحوار، علماً أنه قال في تصريحات أدلى بها في دمشق إن اجتماع جنيف السادس سيكون «مختصرا ومركزاً أي بالمختصر المفيد». وبدأت الوفود المشاركة في جنيف، بالوصول إلى جنيف استعداداً لانطلاق مؤتمر «جنيف 6» المقرر أن يستمر 4 أيام. وعشية بدء جولة المفاوضات، اعتبر منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أن روسيا دخلت الحرب عام 2015 كطرف أساسي في القتال في سورية، وفق ما نقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة. وذكر حجاب في كلمة خلال منتدى الدوحة أول من أمس، أن روسيا آثرت الوقوف في صف الرئيس السوري ضد شعبه، مضيفاً: «للأسف، نحن نتمنى أن تلعب روسيا دوراً راعياً للسلام سواء في سورية أو في مناطق أخرى من العالم، ولكن في سورية ومنذ أن بدأت الثورة إلى الآن روسيا تلعب دور الحامي لهذا النظام المجرم، وتقدم له كل الدعم السياسي والديبلوماسي والعسكري أيضاً». وتابع أن «روسيا استخدمت الفيتو ثماني مرات في مجلس الأمن لحماية هذا النظام وآخِرها الفيتو الذي استخدمته من أجل عدم إدانة هذا النظام لاستخدامه السلاح الكيماوي، غاز السارين في بلدة خان شيخون، مع أن كل الدول ومن بينها بريطانيا وتركيا وفرنسا وألمانيا أثبتت أن النظام هو من استخدم غاز السارين لضرب الشعب السوري وقتل النساء والأطفال، ومع ذلك روسيا استخدمت الفيتو لحماية هذا النظام المجرم».