توعد قائد مدرسة في تبوك بمقاضاة وزارة التعليم على خلفية إعفائه إثر تداول مقطع مصور يظهر طلاباً حول مدرسته يمزقون الكتب المدرسية، وتوعد أيضاً بمقاضاة مصوره، ملمحاً إلى أن القضية «كيدية»، فيما أثنى معلمون وقادة مدارس أخرى على «مهنية» القائد المُعفى. وقال قائد مدرسة أبوبكر الرازي عبدالله البلوي، إنه سيتقدم للقضاء في حال تم إعفاؤه من منصبه، معتبراً ذلك القرار «مجحفاً» في حقه، لأنه «صدر من دون تحقيق أو مساءلة» بحسب قوله ل«الحياة»، وأشار إلى أنه لم يتلقَ حتى أمس (الأحد) خطاباً من وزارة التعليم بإعفائه. وأضاف البلوي أنه ستتم ملاحقة من صور المقطع، وقال: «أعتقد أن للمصور أهدافاً تتلخص في تشويه سمعة المدرسة وإلحاق الضرر بها، نظراً لتميزها بين مدارس تبوك»، مؤكداً نيته ملاحقة المتسبب في ذلك والمطالبة برد الاعتبار، بسبب التشهير به عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن لجنة التحقيق المشكلة من الإدارة العامة للتعليم في تبوك باشرت صباح أمس التحقيق، لافتاً إلى أن هناك «مؤشرات إيجابية تدعو للتفاؤل بما كانت تقوم به المدرسة من إجراءات صحيحة وسليمة اتخذتها في حادثة تمزيق الكتب». إلى ذلك، استغرب زملاء قائد المدرسة صدور قرار الإعفاء، وقال رائد نشاط الطلاب في المدرسة فهد العنزي: «أتيت المدرسة قبل سنة ونصف السنة، ولم يكن فيها رائد نشاط مُفرغ»، مضيفاً أنه بالتنسيق مع البلوي تم إنشاء مسرح داخلي لعرض البرامج والأنشطة للطلاب، وكذلك مقر لرائد النشاط الطلابي، ومنصة للإذاعة الصباحية، «وكان قائد المدرسة داعماً لجميع الأنشطة الداخلية والخارجية، يكرم المعلمين والطلاب المشاركين في الأنشطة». ونوه العنزي بالموقف «الأبوي» لقائد المدرسة، وآخر مشهد كان (الإثنين) الماضي، حين قام بمكافأة أحد الطلاب بمبلغ مالي بعد أن تميز في الإذاعة الصباحية، وعد ذلك «درساً أبوياً يظهر من خلاله القدوة الحسنة أمام المعلم والطالب على صعيد النشاط الطلابي». وقال آخر ل«الحياة» (فضّل عدم ذكر اسمه): إن «وزارة التعليم تناقض نفسها في بعض قراراتها، إذ لم نسمع عن إعفاء قائد مدرسة سقط بها طلاب أو توفي أحدهم داخلها، وحتى في حادثة الاعتداء على معلم بالضرب، سواء داخل المدرسة أم خارجها»، مضيفاً أن الوزارة «تنتصر للطالب وتعفي قائد مدرسة من خلال مقطع فيديو، قبل أن تحقق معه»! وأبدى قائد مدرسة موسى بن نصيرالابتدائية محمد السبيعي دعمه لزميله المُعفى مادياً ومعنوياً في حال تقديمه تظلماً عن طريق القنوات الرسمية التي كفلها له النظام، مبيناً أن البلوي من «قادة المدارس المميزين، ومحبوب من الطلاب والمعلمين والمشرفين وأولياء الأمور، وما حصل خارج المدرسة ليس مسؤولية قائدها، لأنه ليس له صلاحية في عقاب أي طالب». فيما أبدى قائد ابتدائية عباد بن بشر محمود البلوي استغرابه من إعفاء البلوي، مؤكداً أنه «مشهود له من الجميع بالتميز والانضباط والإبداع في عمله ومحبوب لدى المعلمين وجميع العاملين في تعليم تبوك، ويثني عليه أولياء الأمور لدعمه النشاط بجميع مجالاته، ويساعد الطلاب المحتاجين ويهتم بهم، وصنع مدرسة جاذبة للجميع وإنجازاته تشهد له».