خلت لائحة أميركية للدول الراعية للإرهاب من اسم السودان، فيما أكدت الاستخبارات الأميركية في تقرير إلى الكونغرس وفاء الخرطوم بحزمة شروط تمهد لرفع العقوبات المفروضة عليها منذ عشرين سنة، في شكل نهائي هذا الصيف. وأورد تقرير الاستخبارات الأميركية أن «النظام في السودان سيلتزم في شكل كبير بوقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع، وهو أمر مطلوب لرفع العقوبات، على رغم أن بعض الاحتكاكات بين الجيش السوداني والمتمردين ستؤدي إلى حالات عنف ونزوح منخفضة». وقدم التقرير مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دانيال كوتس إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وعنوانه «تقييم التهديدات في العالم من قبل أجهزة الاستخبارات». ولم يشر التقرير إلى أي منع من قبل الحكومة السودانية لتوزيع المساعدات الإنسانية، وهو شرط وضعته الإدارة السابقة للرئيس باراك أوباما لرفع العقوبات، واتهم في مكان آخر حكومة جنوب السودان بأنها لا تزال ستستمر في «إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية». ووقع أوباما في كانون الثاني (يناير) الماضي قبل مغادرته البيت الأبيض، أمراً تنفيذياً برفع العقوبات عن الخرطوم بصورة موقتة ما يمكن السودان من ممارسة التجارة والاستثمار عالمياً. وذكر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية إيران باعتبارها «الراعي الأول للإرهاب في العالم»، من دون إيراد اسم السودان في اللائحة التي كانت تضمها وسورية وإيران. وتابع كوتس أن «السودان يسعى عموماً إلى استمرار الحوار البناء مع واشنطن» ما مهد لقرارها رفع بعض العقوبات في كانون الثاني (يناير) 2017. وكانت واشنطن اشترطت لرفع العقوبات نهائياً أن تقدم أجهزة الدولة تقريراً بحلول 12 تموز (يوليو) المقبل يفيد بأن السودان ملتزم بعدة شروط منها مكافحة الإرهاب والإيفاء بتعهده بوقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع. وبحسب التقرير فإن «المكاسب التي حققها الجيش السوداني في آذار (مارس) 2016 والانقسامات وسط المتمردين ستحد من قدرة الحركات للحصول على أي مكاسب سياسية أو عسكرية». وأشار إلى أن «السخط الشعبي بسبب الاقتصاد الضعيف وإجراءات التقشف ستختبر قدرة الحكومة السودانية على ضبط النظام». يذكر أن مدير الاستخبارات الأميركية هو أحد الأطراف الثلاثة الذين سيقدمون تقريراً لإدارة الرئيس دونالد ترامب حول التزام الخرطوم بشروط رفع العقوبات. إلى ذلك، أمر الرئيس السوداني عمر البشير قوات الدعم السريع التابعة للرئاسة، بالتدخل لحسم كل الصراعات القبلية والفلتان الأمني، وحذر رافضي السلام من أن القوات الحكومية جاهزة للتثبت من أن السودان خال من التمرد والمرتزقة للانصراف نحو التنمية والإعمار. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع اضطلعت بدور كبير في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وأسهمت في «كسر شوكة المتمردين بمناطق جنوب كردفان ودارفور في معارك مثل فنقا وقوز دنقو بدارفور». وأضاف البشير في خطاب لمناسبة تخريج الدفعة الخامسة من قوات الدعم السريع وقوامها 11428 جندياً في الخرطوم أمس، أن تخريج هذه الدفعة يعد إظهاراً للقوة وإرهاباً للأعداء. وامتدح البشير الدور الذي لعبته قوات الدعم السريع، قائلاً: «هي التي قفلت الحدود وقامت بواجبها الوطني تجاه محاربة الاتجار بالبشر والمخدرات وتهريب السلاح». وأكد جاهزيتها للحسم ضد كل المتربصين بالسودان. وقال قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان الملقب إن قواته «جاهزة للتصدي لأي تحديات تواجه البلاد بعدما نالت تدريباً في كل فنون القتال وأتمت إعدادها».