تسببت موجات البرد القارس التي ضربت محافظة الخرج أخيراً، وسجلت فيها درجات الحرارة ليلاً في بعض الأيام مستويات منخفضة جداً، في تلف معظم نباتات المحاصيل الزراعية التي قام المزارعون بزراعتها بالطريقة المكشوفة، والتي لا يتم من خلالها الاستعانة بالبيوت المحمية المكيفة. وقال مزارعان في الخرج ل «الحياة» إن الزراعات القائمة على الطريقة الشمسية المكشوفة تلف أكثر من 80 في المئة منها، في حين وفرت البيوت المحمية المكيفة طقساً أفضل قلل من خسائر موجة البرد، إذ أسهمت مكيفات التدفئة بتقليص خسائر المزروعات بنسبة كبيرة، غير انهما أشارا إلى أن موجات البرد الأخيرة كان ضررها أقل من موجات الصقيع التي ضربت المحافظة قبل ثلاث سنوات، وتسببت في تلف معظم المحاصيل سواء كانت مزروعة داخل بيوت محمية أو خارجها. وطالبا بإنشاء مصانع تعليب وتجفيف الخضراوات، والتي من شأنها توفير المنتج للمستهلك بسعر زهيد في أي وقت من جهة، وتقليص خسارة المزارع في حال وجود فائض من منتجات مزرعته، وتوجيه ذلك الفائض إلى المصانع لتجفيفها أو تعليبها وطرحها على المستهلك بأسعار معقولة، وهو ما يحقق فائدة للمزارع والمستهلك. وقال صاحب إحدى المزارع خالد السبيعي الذي يعتمد على الزراعة المكشوفة: «لا أملك رأسمال يؤهلني إلى شراء بيوت محمية مكيفة، ما اضطرني إلى الاكتفاء بالزراعة الشمسية المكشوفة والتي اعتمد فيها على تصميم أنفاق بلاستيكية يكسوها طبقة من الشاش، لعل ذلك يسهم نوعاً في حماية المحصول من أشعة الشمس صيفاً وموجات البرد شتاء». وعن تضرر مزروعاته جراء موجة البرد القارس الأخيرة قال: «موجة البرد الشديد أثرت بشكل كبير في مزروعاتي، إذ تلف نحو 80 في المئة، إذ إن الإنفاق في حال طقس كهذا لا يفي بالغرض، ما تسبب في تلف أزهار الثمار بشكل كبير، وبخاصة ثمرة الخيار لعدم تحملها درجات حرارة متدنية». وفي ما يتعلق بارتفاع أسعار الخضراوات على المستهلك، قال إنه من الطبيعي أن ترتفع أسعارها وفقاً لتضاعف الطلب عليها في مقابل محدودية العرض، وذلك بسبب ما تشهده الكثير من المزارع من تلف محاصيلها بسبب موجات البرد الحالية، وأتوقع أن تصل أسعار الخضراوات إلى أرقام فلكية في حال تدني درجات الحرارة أكثر من ذلك. أما المزارع محمد علي عبدالله الذي تضم مزرعته بيوتاً محمية فكان الوضع لديه مختلفاً، وقال: «على رغم تضرر المزروعات بسبب موجات البرد القارس، إلا أن تشغيل مكيفات التدفئة التي رفعت نوعاً ما درجة الحرارة من سبع درجات مئوية إلى 20 درجة مئوية، والتي تعد الدرجة الأدنى التي تستطيع من خلاله أزهار النبات مقاومة البرودة، أسهم في تقليص خسارتنا كثيراً مقارنة بطرق الزراعة الأخرى التي لا تتوافر لها تدفئة». وعن أسعار الخضراوات في الفترة الحالية، أوضح أن سعر صندوق الخيار البالغ وزنه 17 كيلوغراماً يتراوح سعره ما بين 35 و50 ريالاً، في حين وصل سعر الكوسة ما بين 25 و40 ريالاً، أما الطماطم فتراوح سعر الصندوق البالغ وزنه خمسة كيلوغرامات ما بين 15 و20 ريالاً». وطالب السبيعي وعبدالله المسؤولين بإنشاء مصانع لتعليب وتجفيف الخضراوات والفواكه في المملكة العربية السعودية، لاستغلال الكميات الفائضة من المنتج الزراعي والتي تتلف في كثير من الأحيان أو تباع بأسعار لا تغطي كلفة الإنتاج. وأوضحا أن إنشاء مثل تلك المصانع من شأنه تقليص خسارة المزارعين في حال توافر فائض إنتاج، وهو ما يساعد المستهلكين في الحصول على المنتج في جميع الأوقات وبأسعار معقولة، وبخاصة أن السعودية تستورد كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه المجففة والمعلبة من الكثير من الدول العربية والأجنبية.