دارت عجلة التاريخ سريعاً بعد اغتيال رفيق الحريري: جنازة ضخمة تردّدت فيها هتافات تتّهم بشّار الأسد وإميل لحّود بارتكاب الجريمة. تظاهرات يوميّة أمام ضريح الراحل ومنصّة قريبة يؤمّها خطباء غاضبون. قرار دوليّ بتشكيل لجنة تحقيق بعد بعثة أمنيّة استطلاعيّة. بداية خروج القوات السوريّة من لبنان. تظاهرة المليون في 14 آذار (مارس) 2005 جاءت ردّاً على واحدة مشابهة نظّمها «حزب الله» قبل أسبوع تحت شعار «شكراً سوريّة». ما استدعى الشكر إعلان بشّار الأسد، في 5 آذار، عزمه على سحب قوّاته بعد 29 عاماً من «الوجود» في لبنان. حسن نصر الله، في هذه المعمعة، أهدى «بندقيّة المقاومة» إلى رجل الاستخبارات والأمن رستم غزالة. انطباع سوداويّ تظاهرة 14 آذار هذه غيّرت السياسة اللبنانيّة لأعوام مديدة وافتتحت أزمة وطنيّة لم تُغلق بعد، أزمةً شكّل إرث رفيق الحريري ومآلاته أحد عناوينها الكبرى. لقد ترك اغتيال رئيس الوزراء السابق بعبوة ناسفة ضخمة، سقط نتيجة انفجارها أكثر من عشرين ضحيّة، انطباعاً سوداويّاً لم يفعل آتي الأيّام إلاّ توكيده. هذا الانطباع الذي ساور أكثر اللبنانيّين كان مفاده أنّ أيّاماً صعبة جدّاً في طريقها إلينا، وأنّ الاغتيال مقدّمة لأحداث دراميّة، وليس خاتمة لما شهدته حملة التمديد لإميل لحّود. المخاوف، مع هذا، خلت من حسّ المفاجأة: فالحريري كان تلقّى تهديدات علنيّة ومستترة، بعضها طاول سياسيّين وصحافيّين يعارضون النفوذ السوريّ، والأمر تعدّى التهديد إلى محاولة اغتيال السياسيّ المعارض مروان حمادة. كان واضحاً أنّ القاتل سلطة. لكنّ دوران عجلة الأحداث كشف الفراغ في زعامة الطائفة السنّيّة، وأفضى إلى قيادة وليد جنبلاط العمليّة للشارع المعترض على الاغتيال وعلى النظام الأمنيّ السوريّ- اللبنانيّ. نجل الحريري الأكبر، بهاء، كان مُنح فرصته أثناء جنازة أبيه، لكنّه بدّدها بسرعة، خصوصاً حين صرخ بالجمهور «يا قوم!». المخاطبة الجليلة أضحكت السامعين في لحظة لا تسمح بالضحك. «تجربة» بهاء كانت أقصر حياة سياسيّة وأقصر خطاب في تاريخ الخطابة. البداية إذاً لا تشجّع. هكذا جيء بسعد، الابن الثاني لرفيق، كي يقود «تيّار المستقبل». وحول سعد والقيادة الجنبلاطيّة التفّت الشريحة الأوسع من السنّة المؤيّدين للحريري الأب والذين يكنّون ودّاً خاصّاً لصديقه رئيس الحزب التقدميّ الاشتراكيّ. الأهمّ أنّ السنّة ساروا في ذلك على النهج ذاته الذي اعتمدوه بين مطلع السبعينات والاجتياح الإسرائيليّ في 1982، عندما منحوا الزعيم الفلسطينيّ ياسر عرفات مهمّة التحدّث باسمهم، واعتمدوا قوّاته ومسلّحيه «هراوةً غليظة» في وجه الدولة اللبنانيّة المسيّرة ب «المارونيّة السياسيّة». أمّا الدائرة الضيّقة من المحيطين بالنجم الصاعد فضمّت بعض من قرّبهم الأب، كهاني حمّود وباسم السبع، وبعض الأقارب الذين جايلوا سعد ورافقوه في الطفولة واليفاعة، كابني عمّته نادر وأحمد. لقد ولد سعد في 1970 وعاش بعيداً من لبنان بمحطّاته الحربيّة والسياسيّة الكبرى للثمانينات والتسعينات. وهو، كمثل كثيرين من أبناء الأثرياء، يفكّر في المستقبل بوصفه إدارةً لثروة الأب أكثر ممّا بوصفه إدارة للمجتمع وسياسته. هكذا درس إدارة الأعمال وحصل على شهادة فيها من جامعة جورج تاون في واشنطن. وكانت دائماً بيئة رجال الأعمال بيئته، فاقترن بالسيّدة السوريّة لارا العظم، كريمة بشير العظم، المقاول في السعوديّة. أيّ وراثة؟ صحيح أنّ رفيق الحريري أورث عائلته مالاً وفيراً وأملاكاً ضخمة. لكنّ الخاتمة التي خُتمت حياته بها ورّثتها أيضاً هموماً ومتاعب لم تكن في حسبان سعد، ولا في حسبان أيّ شخص آخر. ولمّا كان الخصم، الذي نيط بخرّيج جورج تاون أن يقارعه، قاتلاً وشرّيراً وقوّيّاً، ارتفع سقف المطالبات: مال سعد لا يكفي، ولا حتّى علاقاته. ينبغي أن يكون شجاعاً ومحنّكاً ومجرّباً وكاريزميّاً في آن معاً. هذا التحدّي المطروح عليه، وعلى باقي السياسيّين اللبنانيّين بدرجات متفاوتة، كان يتشخصن في حسن نصر الله الذي اجتمعت فيه صفات قياديّة مؤكّدة. الحريري الشابّ انتمى أيضاً إلى صنف من السياسيّين، يضمّ وليد جنبلاط وسليمان فرنجيّة، ممّن انقلبت حياتهم انقلاباً نوعيّاً بسبب جريمة نزلت بالوالد. لقد انتقل بين ليلة وضحاها من حياة هانئة ومسترخية إلى أخرى هي قاب قوسين من الدمّ. الخنادق بدل الفنادق. أمّا الشعار ف «تعال إلى صقليّة اللبنانيّة»، تعال إلى حيث اللون الأسود للأمّهات المتّشحات به، وإلى رعاية «الشباب» الأزلام، والتضرّع لآلهة الجماعة ومقدّساتها. وسعد الذي كانت حياته أكثر بهجة من حياة زملائه في المأساة الأبويّة، صار تكيّفه أصعب من تكيّفهم مع الوضع الخطير. السيّارة الأفضل لم تعد تلك التي تفوز في فورمولا -1. إنّها تلك المصفّحة بما يجعلها تتفادى التفجير. أغلب الظنّ أنّ حبّه الكبير لأبيه بات يترافق مع عتب صامت عليه: لماذا جرّعتني هذا الكأس يا أبتاه؟ الدخول إلى السياسة من باب المأساة والخوف واستبدال حياة بأخرى فاقمته المقارنات. منذ ماركوس أوريليوس وابنه كومودِس، وربّما قبل ذلك، والناس يُجرون المقارنات بين الآباء في ذروة نضجهم والأبناء في بداياتهم. والنتيجة طبعاً تكون لمصلحة الأوّلين. النقّاد الأعدل يرون في الأبناء ذاك المطر الكانونيّ الذي علق في السماء، فهبط قليلاً متقطّعاً في حزيران. اجتثاث الحريريّة كائناً ما كان الأمر، بدا هناك عنصر ضاغط آخر: وجهة الشرّ التصاعديّ التي سلكها خصوم الحريري. لا بأس بالعودة إلى الوراء قليلاً: فالحريري الأب سرعان ما تعرّض لهجوم عنيف، من خليط الخصوم والحسّاد، بمجرّد أن نُحّي عن رئاسة الحكومة بعد انتخاب لحّود. استدعي إلى التحقيق كثيرون ممّن حُسِبوا عليه ضمن تقاسم الترويكا: استُدعي مديرون عامّون ومسؤولون في الإدارة. التحقيق ما لبث أن توسّع ليشمل وزراء سابقين. الاستدعاءات هذه أعطت فكرة عمّا سيكون عليه حال الإرث الحريريّ إذا أُبعد صاحبه عن السلطة إبعاداً ناجزاً. والوقت لم يتأخّر. هكذا «استودع» الحريري الأب الله لبنان، وبدأت حقبة التمديد للحّود بحكومة ترأّسها عمر كرامي. التحوّل التصاعديّ بدا ملحوظاً في سلوك لحّود. حكومته الأولى برئاسة سليم الحصّ شَابها بعض الخفر حيال الاستزلام للنظام السوريّ. لقد ضمّت وجوهاً أكاديميّة وسياسيّة لا تناصب الحريري العداء الصريح. لكنّ حكومة كرامي جاءت فاقعة: وزارء يمثّلون توازنات أجهزة الأمن السوريّة وتناقضاتها أكثر ممّا يمثّلون التوازنات اللبنانيّة. وبعدما كان الوزراء اللبنانيّون بين 1991 و2004 يقدّمون ولاءهم لرئيس النظام السوريّ عبر «عامله» على لبنان، برز في حكومة التمديد مَن يدين بالطاعة الكاملة لرئيس الجهاز الذي أتى به إلى منصبه. محمّد ناصيف وعلي المملوك وآصف شوكت وغيرهم صاروا لاعبين أساسيّين في مجلس الوزراء اللبنانيّ متجاوزين رستم غزالة. قبلاً، كان غازي كنعان يمنع الوصول إلى دمشق من دون المرور بعنجر. الآن، ازدحمت الطرق في الاتّجاهين. إذاً، انتقل النظام اللبنانيّ من كونفيديراليّة طوائف يحرّكها نظام أمنيّ مركزيّ، الى واحدة تحرّكها شبكة الأجهزة السوريّة– اللبنانيّة المتنافسة في ما بينها. في نهاية المطاف أحسّ رفيق الحريري بأنّ كلّ ما فعله معرّض للاستئصال. والاستئصال هو ما وجد فرصته مع سعد. حتّى الوسط التجاريّ الذي يُعتبر درّة إنجازات إعادة الإعمار الحريريّة، بات موضع ابتزاز أمنيّ وسياسيّ، وكثيرةٌ هي المرّات التي هدّد فيها هذا الطرف أو ذاك بإحراق «الداون تاون». هذا فضلاً عن تحويله في كانون الأوّل (ديسمبر) 2006 مقرّاً لاعتصام طويل قاده «حزب الله» ضدّ حكومة فؤاد السنيورة. الاعتصام المعزّز بالخيم لم يُرفع إلاّ بعد اقتحام الحزب وحلفائه بيروت في 7 أيّار (مايو) 2008 وفرضه تغييرات سياسيّة صاغها اتّفاق الدوحة. كذلك ظهر من يقول إنّ الإجراءات الأمنيّة المفرطة حول مبنى مجلس النوّاب، والتي جعلت قسماً كبيراً من وسط المدينة مدينة أشباح، إشارة من رئيس حركة «أمل» نبيه بري الى رغبته في الحصول على حصّة في ملكيّة الوسط. سعد الحريري واجهته السكاكين الطويلة منذ يوم وراثته الأوّل. بالسكاكين تلك عُزّي الرجل بأبيه. بدا واضحاً أنّ المجرّبين في سياسات القتل ينوون أن «يأكلوا رأسه» منذ اليوم الأوّل. وهم كانوا يعرفون أنّ الرجل، تبعاً لتكوينه وقلّة خبرته، «رأسه مأكول». الأعداء باتوا أكثر صراحة في عداوته ممّا كانوا حيال الأب. ففضلاً عن جدّة سعد في السياسة التي زادت في تشجيعهم عليه، فعلت العناصر الإقليميّة فعلها. إنّها العناصر إيّاها التي مهّدت أصلاً للتخلّص من الحريري الأب: نهاية التقاطع السوريّ– الأميركيّ– السعوديّ حوله، والغزو الأميركيّ للعراق، وارتقاء التحالف الإيرانيّ– السوريّ إلى مستوى العلاقات الاستراتيجيّة، وفشل عمليّة السلام العربيّة– الإسرائيليّة. الحفاظ على الزعامة السنّيّة صار أصعب. انعدام الكفاءة كان دائماً يغذّي تلك الصعوبة. التحالف الرباعيّ واحدة من العلامات المبكرة على هذا الانعدام كانت وقوع تيّار المستقبل في فخّ التحالف الرباعيّ لانتخابات 2005، الذي جمعه بحركة «أمل» و «حزب الله» و «الحزب التقدميّ الاشتراكيّ» الذي يقوده جنبلاط. تلك الفكرة التي جاء بها الأخير والمحكومة أساساً بحسابات جبل لبنان وتوازناته، بدت محاولة لتطويق «تسونامي» ميشال عون العائد إلى لبنان حديثاً، والمحاط بتمثيل مسيحيّ عريض وصاخب. ظهور اللاعب المسيحيّ المستقلّ بدا حدثاً غريباً على لبنان بعدما أدمن الإدارة الأمنيّة السوريّة لملفّ التمثيل المسيحيّ. هكذا صار انحسار تلك الإدارة مصدر إرباك لحلفاء نظام الأسد السابقين (المستقبل والاشتراكي) ولحلفائه الدائمين (أمل وحزب الله). التحالف الجديد أظهر أولويّة المياومة والتكتكة السياسيّتين عند «قوى 14 آذار» التي سارعت إلى التحالف مع الثنائيّة الشيعيّة، على حساب الرصيد الشعبيّ الذي أحرزته بعد الاغتيال والتظاهرة المليونيّة. الالتفاف المسيحيّ حول عون أمسى أمتن وأصلب. الأمر بدا أشبه بمواجهة بين أسنان حليبيّة وأنياب صلّبتها اللحوم الكثيرة التي قضمتها. وإذ دفع الحريري الابن ثمناً باهظاً للتحالف الرباعيّ المرتجل مع مَن راح يتّهمهم بقتل أبيه، التبس كلّ شيء: الانتصار الانتخابيّ في 2005 كان ل «14 آذار»، لكنّه كان أيضاً للتحالف الرباعيّ. «حزب الله» تراجع إلى قاعدته الآمنة وأنجز «تفاهم مار مخايل» مع التيّار العونيّ، ما وفّر له غطاء مسيحيّاً ثميناً يصعب من دونه تصوّر أيّ تسلسل للأحداث التي قادت لاحقاً إلى انتخاب ميشال عون. لقد اندرج الصراع حول المحكمة الدوليّة الناظرة في اغتيال رفيق الحريري والعديد من الشخصيّات السياسيّة بين 2005 و2008، ضمن العمليّة الأكبر التي كان عنوانها نزع الحريريّة من الحياة اللبنانيّة العامّة. الاغتيالات التي بدأت بعد أسابيع من انسحاب القوّات السوريّة، فاستهدف أوّلها الصحافيّ والمؤرّخ سمير قصير، والتفجيرات الليليّة المتنقّلة في المراكز التجاريّة، عملت على خلخلة الانتظام العامّ. لقد أفهمت من لم يفهم حجم الأخطار والتحدّيات التي سيخوضها من يمضي في تحدّي الصيغة الجديدة للنفوذ السوريّ المطعّم بنكهة إيرانيّة قويّة. حرب تمّوز (يوليو) 2006 جاءت تمنع لبنان من صوغ سياسة خارجيّة مستقلّة وتعيد ربطه بالمحور الممانع، صاحب الحقّ الحصريّ في الحرب والسلم. لكنّها أيضاً، وكسائر الحروب العربيّة في القرن العشرين، منعت معظم اللبنانيّين من التفكير في أجندة لحياتهم غير الأجندة التي ترسمها إرادات الأمن والعسكر باسم «مقاتلة إسرائيل». خطف الجنديّين الإسرائيليّين الذي أشعل الحرب أريد منه خطف وجهة محتملة في تطوّر الحياة السياسيّة في لبنان، وجهةٍ أشّرت إليها تظاهرة 14 آذار. المفارقة أنّ «الانتصار الآلهيّ» الذي حققه «حزب الله» في الحرب التي فرضها على اللبنانيّين، لم يشف غليله إلى المزيد من الانتصارات «البشريّة» الصغيرة. رفض الحزب لسنوات التدخّل في الشؤون الداخليّة السياسيّة والاقتصاديّة، وحتّى عندما طالبه حلفاؤه بالانخراط في الحراك النقابيّ والمطلبيّ، أواسط التسعينات، ردّ معلناً تكريس نفسه للعمل المقاوم ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ. هذا الحزب ارتدّ بقوّة بعد حرب تمّوز إلى الداخل، ساعياً إلى إسقاط حكومة فؤاد السنيورة بالتحالف مع التيّار الوطنيّ الحرّ وغيره من «قوى 8 آذار». آلة الترجمة الطائفيّة وبعدما اتّخذت معاقبة لحّود للحريريّين شكل تطويع الحريريّة وتدجينها، انطلقت مع الموجة التي قادها «حزب الله» عمليّة استئصال الحريريّة من جذورها، على نحو يذكّر باجتثاث «البعث» في العراق. في الحملة هذه اندرج يساريّون ورجال دين وسياسيّون من الطائفة السنّيّة دفعهم الحزب إلى صدارة المشهد الإعلاميّ لإظهار فساد ما فعله الحريري. تلازم ذلك مع حملة شرسة على المحكمة الدوليّة الخاصّة باغتياله، وعلى شهود الزور الذين جاء بهم، بكثير من الخفّة والتذاكي، بعض وجوه «14 آذار» لقول ما يرغب أهل الضحايا في سماعه. لاحقاً تبيّن أنّ أكثر «الشهود» هؤلاء من صغار المحتالين والنصّابين ممّن امتنعت المحكمة عن التعامل الجدّيّ مع شهاداتهم. بيد أنّ ذلك لم يوقف الحملة التي وصلت إلى احتلال وسط بيروت وانسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة وتحوّل الصدامات في الشوارع بين مؤيّدي «14 آذار» و «8 آذار» إلى حوادث يوميّة. تضافرُ العداء للمحكمة الدوليّة والإصرار على إسقاط حكومة السنيورة جعل آلة «الترجمة الطائفيّة الفوريّة»، كما سمّاها المؤرّخ والباحث أحمد بيضون، تعمل بطاقتها القصوى. تترجم الآلة هذه أيّ سلوك أو موقف، مهما بدا بريئاً أو محايداً، إلى سلوك طائفيّ يرمي إلى إلحاق الأذى بحامل الآلة. وفي وضع شديد التوتّر كالذي أعقب حرب تمّوز، كان كل تصريح أو مقابلة تلفزيونيّة يعنيان تصعيداً صريحاً أو مضمراً في العداء بين «حزب الله» و «تيّار المستقبل»، وبين حلفاء الطرفين. أمّا الاتّهامات الصريحة للنظام السوريّ بالوقوف وراء موجة الاغتيالات المتمادية، واندلاع المذابح الطائفيّة في العراق بعد تفجير مرقد الإمام العسكريّ في سامرّاء، فلم تساهم إلاّ في تجييش العواطف والمشاعر الفئويّة. إنّه عهد السمّ والكراهية.