حضت الحكومة الألمانية الأحزاب السياسية على ضرورة تعزيز وسائل الحماية من محاولات التسلل الإلكتروني، بعد تسريب حصل الأسبوع الماضي لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بحملة إيمانويل ماكرون قبل يومين من انتخابه رئيساً لفرنسا. وفشل التسريب في التأثير على نتيجة الانتخابات الفرنسية، إذ تجاهلته معظم وسائل الإعلام خلال فترة الصمت الانتخابي التي سبقت التصويت، لكنه أحيا مخاوف من تدخل محتمل في الانتخابات الفيديرالية المقررة في ألمانيا المقررة في 24 أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال آرنه شوينبوم رئيس الوكالة الفيديرالية لأمن الإنترنت: «بعد التقارير الأخيرة عن التسلل الإلكتروني الذي استهدف حملة ماكرون، تواصلنا مجدداً مع الأحزاب السياسية في شأن أخطار التسلل الإلكتروني الخاصة بالانتخابات، وقدمنا توصيات محددة لتحسين مستوى أمن المعلومات لديها». وقال ناطق باسم الوكالة: «ركزت أحدث توصياتنا على التشفير وحماية كلمات المرور، وخطوات تحصين أنظمة الكمبيوتر والشبكات». والأسبوع الماضي، أفادت مؤسسة «فلاش بوينت» الأميركية لأمن الإنترنت بأن «مراجعة مبدئية لتسريبات ماكرون تشير إلى أن مجموعة أي بي تي 28» الروسية المتخصصة في أعمال التسلل الإلكتروني ربما وقفت خلف العملية، على رغم أن لا دليل قاطعاً على ذلك. وذكر شوينبوم أن الوكالة تهتم «بشدة» بالتعامل مع مسألة أخطار التسلل الإلكتروني المرتبطة بالانتخابات الألمانية، مشيراً إلى تعرض حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا مركل وأحزاب أخرى إلى محاولات تسلل متكررة ترتبط بمجموعة «أي بي تي 28» في آذار (مارس). وأكد أن الأحداث في فرنسا «تظهر مجدداً أن الأخطار حقيقية، وأن محاولات التسلل الإلكتروني تحدث. كما تظهر أن الخطوات التي بدأتها الوكالة الفيديرالية لأمن الإنترنت في أيلول 2016 ملائمة، ويجب توسيعها». على صعيد آخر، أعلنت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين أنها سترد على كشف وجود متعاطفين مع اليمين المتطرف في صفوف الجيش بإجراء إصلاحات تشمل مراجعة مفاهيم تأسيس الجيش في مرحلة ما بعد النازية. واعتقلت الشرطة الألمانية أمس الثلثاء، جندياً ثانياً يشتبه بضلوعه في خطة دبرها ضابط في الجيش وطالب مقبوض عليهما لتنفيذ هجوم «متطرف» وإلقاء اللوم فيه على مهاجرين. وقالت الوزيرة التي تواجه انتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع فضيحة اعتقال 3 عسكريين بتهمة تنفيذ هجوم «متطرف» وإلقاء مسؤوليته على مهاجرين: «سنطلع لجنة الدفاع في البرلمان خلال جلسة خاصة اليوم على التحقيق في القضية، وعلى التعاطف مع اليمين المتطرف داخل الجيش». وتابعت الوزيرة التي يشمل منصبها قيادة أركان القوات المسلحة الألمانية وتعتبر حليفة مقربة من المستشارة مركل التي تستعد لخوض انتخابات وطنية بعد خمسة أشهر: «يحتاج الجيش إلى خطة أسرع وأكثر كفاءة للإبلاغ عن وقائع وتهديدات محتملة، وإلى تعزيز التوعية السياسية للجنود».