قالت وسائل إعلام تابعة لدمشق و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مئات من مقاتلي المعارضة السورية بدأوا مغادرة برزة البلد المحاصرة في دمشق في إطار اتفاق لإجلائهم إلى إدلب، في وقت استؤنف أمس إخراج جرحى من مخيم اليرموك وريف إدلب ضمن تنفيذ اتفاق الزبداني- الفوعة. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن المقاتلين وأسرهم بدأوا في مغادرة برزة إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سورية. وقال «المرصد السوري» إن الحافلات وصلت إلى برزة عند الفجر وإن مجموعة من مئات المقاتلين وأسرهم بدأوا ركوب الحافلات. وأضاف: «أربع حافلات من مجموع الحافلات التي دخلت حي برزة في الأطراف الشرقية للعاصمة، انطلقت إلى خارج الحي (مساء أمس)، وهي تحمل على متنها عشرات الأشخاص، فيما يواصل المقاتلون والمدنيون المقرر خروجهم في هذه الدفعة الصعود إلى الحافلات المتوقف في القسم الغربي من الحي»، لافتا إلى أن «أحد بنود الاتفاق مع دمشق نص على ألا تدخل قوات النظام أو أجهزة الشرطة والمخابرات إلى الحي لمدة 6 أشهر، يمكن فيها لمن تبقى في الحي أن يعمد إلى «مصالحة النظام وتسوية وضعه»، أو أن يغادر الحي، إلى الوجهة التي يختارها». وأضاف التلفزيون و «المرصد» أن المزيد سيغادرون برزة في الأيام الخمسة المقبلة في إطار الاتفاق. وأكد متحدث عسكري من «جيش الإسلام» المعارضة بدء الإجلاء، لكنه قال إن فصيله لم يشارك في أي مفاوضات بشأنه. وقال المتحدث حمزة بيرقدار إن الحكومة استكملت الاتفاق مع لجنة مدنية في برزة. وروج الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام اتفاقات الإجلاء هذه إلى جانب ما وصفته حكومته باتفاقات «المصالحة» في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تستسلم للحكومة باعتبارها وسيلة للحد من إراقة الدماء. لكن الأممالمتحدة انتقدت أساليب الحصار المتبعة التي تسبق مثل هذه الاتفاقات كما انتقدت عمليات الإجلاء ذاتها باعتبارها تصل إلى حد التهجير القسري. وشهدت برزة التي تقع في شمال شرقي دمشق قرب الغوطة الشرقية التي تضم مجموعة من البلدات والمزارع وتسيطر عليها المعارضة قتالاً مكثفاً بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش النظامي السوري في الأشهر القليلة الماضية. وقال «المرصد» إن الجيش تقدم الأحد تحت قصف مكثف في حي القابون الملاصق لبرزة في المنطقة المحاصرة ذاتها. وفي جنوبدمشق، قال «المرصد» إن السيارات التي تقل عدد من الجرحى ومرافقيهم والبالغ عددهم نحو 20 شخصاً، تحركت من مخيم اليرموك منطلقة نحو وجهتها في محافظة إدلب بالشمال السوري «ذلك في خطوة جديدة في نطاق تطبيق اتفاق التغيير الديموغرافي، في انتظار تحرك السيارات من الفوعة وكفريا نحو مناطق سيطرة النظام في محافظات أخرى». ونشر «المرصد» قبل ذلك أن حافلات وصلت إلى منطقة الفوعة وكفريا الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لإدلب، والتي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، في تمهيد لخروج نحو 20 شخصاً هم عدد من المرضى والمصابين مع مرافقين لهم، مقابل إخراج عدد مماثل من مخيم اليرموك الواقع في جنوب العاصمة «ذلك ضمن تنفيذ خطوة جديد في اتفاق التغيير الديموغرافي الموقع مسبقاً والذي يشمل مضايا والزبداني وكفريا والفوعة وجنوبدمشق وريف العاصمة الجنوبي». وتابع أن الحافلات «ستتحرك بشكل متزامن، وسيتم نقل الخارجين من الفوعة وكفريا بواسطة سيارات إسعاف وآليات أخرى لنقل المرافقين إلى مناطق سيطرة قوات النظام في محافظات أخرى، فيما سيجري نقل مصابي مخيم اليرموك ومرافقيهم إلى ريف إدلب». وأكدت مصادر متقاطعة أن «العملية تجري لبدء نقل هذه الدفعة ضمن الاتفاق المبرم سابقاً مع الإيرانيين وحزب الله اللبناني برعاية قطرية». كما نشر «المرصد» قبل أسبوعين أن مساعدات إنسانية وغذائية دخلت جنوب العاصمة دمشق، حيث أكدت مصادر أنه بدأت عملية إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك ومناطق أخرى في محيطها بجنوب العاصمة «في تنفيذ لأحد شروط اتفاق التغيير الديموغرافي الذي يشمل بلدات ومدن مضايا والزبداني والفوعة وكفريا وجنوب العاصمة دمشق وريفها الجنوبي». ونص الاتفاق على «إخلاء كامل الفوعة وكفريا بمدة زمنية قدرها60 يوماً على مرحلتين في مقابل إخلاء الزبداني وعوائل الزبداني في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال، ووقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا ببيلا بيت سحم)، وهدنة لمدة 9 أشهر في المناطق المذكورة أعلاه، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة من دون توقف، إضافة لمساعدات لحي الوعر في حمص، وإخلاء 1500 أسير من سجون النظام من المعتقلين على خلفية أحداث الثورة (في المرحلة الثانية من الاتفاق) بدون تحديد الأسماء وتقديم لوائح مشتركة من الطرفين بأعداد وأسماء الأسرى للعمل على التبادل، وإخلاء عناصر معارضين وعائلاتهم من مخيم اليرموك». خروق لهدنة «تخفيف التصعيد» ومعارك وقصف في ريف حماة - أفيد أمس باستمرار خروق هدنة «تخفيف التصعيد» في ريف حماة إحدى مناطق التهدئة التي أقرتها روسيا وتركيا وإيران، في وقت تراجع مستوى العنف في القابون وسط مفاوضات لإخراج مقاتلين معارضين وعائلاتهم الى ادلب المشمولة في الاتفاق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «وقف النار استكمل (أمس) ساعاته ال48 الأولى، ضمن مناطق «تخفيف التصعيد»، والممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب، وتشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشقالشرقيةوالجنوب السوري منذ منتصف ليل الجمعة - السبت بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار». وسجل «المرصد السوري» خروقاً حيث «جددت الطائرات الحربية والمروحية قصفها بالقذائف الصاروخية والمدفعية، والبراميل المتفجرة مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، عقبها غارات على اللطامنة، في حين دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، على محاور في قرية الزلاقيات ومحيطها». وكان أشار أول أمس الى تمكن «قوات النظام من التقدم والسيطرة على القرية، الواقعة على بعد مئات الأمتار من بلدة حلفايا من جهة اللطامنة». وجاءت السيطرة بعد معارك كرّ وفر متواصلة لليوم الثالث على التوالي، حيث تسعى قوات النظام لتثبيت سيطرتها قبل هجوم معاكس للفصائل على المنطقة بعد قصف المنطقة ب «400 قذيفة مدفعية وصاروخية ونحو 40 برميلاً متفجراً من الطائرات المروحية وتنفيذ الطائرات الحربية أكثر من 50 غارة استهدفت الزلاقيات ومحيطها ومناطق في الريف الحموي الشمالي». وقصفت قوات النظام أمس «أماكن في منطقة الأشعري في الغوطة الشرقية، كما دارت اشتباكات في محاور بالقلمون الشرقي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، إثر هجوم للأخيرين بدأوه (اول) أمس على المنطقة، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على منطقة السبع بيار بالإضافة لسيطرتها على نقاط ومواقع في محور اتستراد دمشق - بغداد الدولي». وقصفت قوات النظام أماكن في بلدة النعيمة الواقعة شرق مدينة درعا، ومناطق في درعا البلد بمدينة درعا، بينما سقطت عدة قذائف هاون أطلقتها قوات النظام على مناطق في بلدة اليادودة بريف درعا الشمالي الغربي، بحسب «المرصد» الذي قال: «قصفت قوات النظام بقذائف الهاون أماكن في بلدة الصمدانية الغربية بريف القنيطرة، بالتزامن مع تبادل لإطلاق النار على محور القرية، بين قوات النظام من طرف، والفصائل من طرف آخر». وقصفت قوات النظام أماكن في قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، وسط اشتباكات في المحور الغربي لمدينة تلبيسة بالريف ذاته، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر. ولم يسجل «المرصد» سقوط أي شهيد مدني في المناطق المشمولة بالاتفاق والمحددة كمناطق «تخفيف التصعيد»، فيما وثق مقتل «14 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجيش العزة قضوا في معارك الزلاقيات بريف حماة، ليرتفع إلى 21 عدد المقاتلين الذين وثقهم المرصد 4 قضوا في استهدافهم بمحيط خربة غزالة بريف درعا، والبقية قضوا في معارك الزلاقيات بريف حماة الشمالي». كما وثق «المرصد» مقتل 11 عنصراً من قوات النظام في الاشتباكات ذاتها. في اليوم الأول للهدنة، سجل «المرصد» اشتباكات دارت بشكل عنيف، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في محيط قرية الزلاقيات بريف حماة الشمالي، تمكنت فيها قوات النظام من التقدم قبل معاودة الفصائل استعادة معظم ما خسرته. وكان أشار الى «تعرض أماكن في منطقة مسحرة الواقعة في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة، لقصف من قوات النظام، فيما قضى 4 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية جراء إصابتهم استهدافهم من جانب قوات النظام في محيط منطقة خربة غزالة بريف درعا الأوسط، فيما تعرضت مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، لقصف بعدد من القذائف المدفعية، من قوات النظام، في حين قصفت قوات النظام بقذائف هاون مناطق في بلدة علما بريف درعا الأوسط، ومناطق في بلدة الغارية الغربية، بينما استهدفت الفصائل منطقة خربة غزالة التي تسيطر عليها قوات النظام».