وصف مسؤولان في الحكومة اليمنية تصريحات ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائه الإعلامي الأخير عن الأزمة اليمنية ب«الشجاعة»، وأكدا أنها كشفت عن نجاحات قوات التحالف الذي تقوده المملكة في إعادة الشرعية إلى المناطق اليمنية، على رغم كون الخيار العسكري اضطرارياً. وكان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، كشف خلال لقائه الإعلامي الأخير، عن نجاح التحالف العربي الذي تقوده المملكة وسيطرة الشرعية على 80 إلى 85 في المئة من الأراضي اليمنية. وأوضح وزير الدولة اليمني عضو مجلس الوزراء في الحكومة الشرعية اليمنية رئيس اتحاد الرشاد اليمني محمد العامري ل«الحياة»، أن كشف ولي ولي العهد عن إجهاض مشروع التوغل الإيراني في المنطقة، وذلك خلال حديثه عن النجاحات التي أحرزها التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، في اليمن في إطار «إعادة الشرعية» يعني لنا الكثير كحكومة شرعية. وقال العامري: «أكد ولي ولي العهد قطع الطريق أمام المشروع الإيراني في المنطقة الخليجية والعربية، عبر هجمات التحالف العربية، مشيراً إلى أن المشروع الذي تبنته الأذرعة الإيرانية في المنطقة، وهم جماعة الحوثي، كان مضراً بالأمن القومي والعربي والخليجي». وأضاف: «اللقاء الإعلامي عبر عن الرؤية الثاقبة المحلية للأمير الشاب، وعن طموح وتفاؤل بالجوانب المتعلقة بالسياسة للعالمية، والحفاظ على الجوار، كما كشفت عن إلمام كبير بواقع وتفاصيل المشهد السياسي في المنطقة والعالم، في مقدمها المشروع الإيراني داخل اليمن». وأشار وزير الدولة اليمني إلى ما أكده الأمير محمد بن سلمان عن التدخل العسكري في اليمن الذي كان بحسب ما وصفه الأمير محمد بن سلمان خياراً اضطرارياً بعد اجتياح الميليشيات الحوثية المدن اليمنية، ووصولهم إلى عدن وانقلابهم على الشرعية، لافتاً إلى أن خيار السلام مايزال ممكناً على رغم الأضرار التي أحرزتها هجمات الميليشيات الحوثية. وشدد على ما أشار إليه ولي ولي العهد بأن الأمر متاح ومرهون بمدى رغبة الطرف الآخر واستعدادهم لتحقيق السلام ووقف الحرب. بدوره، قال سفير اليمن لدى الرياض شايع الزنداني ل«الحياة»، إن تصريحات ولي ولي العهد السعودي في شأن الحرب في اليمن من حيث دوافعها وأسبابها، عبرت «بصدق» و»شجاعة» عن موقف المملكة. وأضاف: «لم تكن الحرب خياراً لها، أو واردة في حساباتها، فالمملكة العربية السعودية بذلت جهوداً كبيرة منذ عام 2011 من أجل التوصل إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وضمان عملية الانتقال السلمي وتجنيب اليمن أية حرب أو مواجهات داخلية». وتابع الزنداني: «قامت المملكة وبمشاركة بقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء في مجلس الأمن برعاية الحوار الوطني الذي ألقت على مخرجاته كل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية بما في ذلك القوى الانقلابية التي تمردت في ما بعد وقامت بالانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة باستخدام القوة، واجتاحت المدن والمحافظات من أجل فرض سيطرتها ونفوذها، وعملت منذ اللحظات الأولى للانقلاب على تهديد أمن وسلامة دول المنطقة، وبخاصة المملكة العربية السعودية، التي اضطرت إلى دخول الحرب ومواجهة العدوان بناء على طلب الرئيس عبدربه منصور هادي». وشدد على أن الانقلاب في اليمن جاء ضمن مشروع إقليمي توسعي لإيران يستهدف أمن وسلامة دول المنطقة، ويهدد الأمن والملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن، ويحمل معه مخاطر كبيرة على كامل البلدان العربية. وأوضح الزنداني أن المملكة تمتلك مع دول التحالف قدرات وإمكانات عسكرية كبيرة، ولكنها تجنبت منذ بداية الحرب الدخول في عمليات برية واسعة بشكل مباشر، واكتفت بتقديم الدعم للجيش الوطني للمقاومة الشعبية ومشاركة وحدات عسكرية محدودة من بعض الدول، وكذا عمليات الإسناد الجوي. وبين أنه كان بإمكان دول التحالف إذا قررت حسم المعارك منفردة أو مجتمعة أن تتغلب على الميليشيات في وقت قصير لولا حرصها، كما أشار الأمير محمد بن سلمان، وكذا الحكومة الشرعية، على سلامة المدنيين في مختلف المدن والمناطق التي مازالت تحت سيطرة الانقلابيين بما فيها العاصمة صنعاء.