أعلن الجيش الباكستاني أن قواته قتلت 50 جندياً أفغانياً على الأقل ودمرت 5 نقاط تفتيش في اشتباكات اندلعت على الحدود المتنازع عليها بين البلدين الجمعة الماضي، في حين نفى الجيش الأفغاني هذه الحصيلة، مشيراً الى سقوط عنصرين من قوات حرس الحدود فقط إضافة الى مدني. وفي أخطر تصعيد عسكري منذ أشهر، تبادل الطرفان الجمعة إطلاق النار عند معبر تشامان الحدودي الذي أغلقته باكستان، في ظل وجود مواطنين عالقين على الجانبين. واستمر التراشق ساعات قبل أن يتوصل القادة العسكريون الى اتفاق على وقف النار بعد اتصالات أجريت بينهم عبر الخط الساخن، علماً أن البلدين اللذين يتشاركان حدوداً طويلة تمتد مسافة 2200 كيلومتر يتبادلان منذ فترة الاتهامات في شأن احتضان كل منهما مسلحين يشنون هجمات في البلد الآخر. وأبلغ الجنرال الباكستاني نديم أحمد صحافيين في كويتا بأن جنديين باكستانيين سقطا في المعارك، في حين جُرح 9 آخرون في مقابل جرح حوالى مئة جندي أفغاني. أما نائب الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية فقال إن «لا أساس للمزاعم الباكستانية، إذ سقط شرطيان أفغانيان وامرأة فقط في منطقة سبين بولداك، وجرح 11 عسكرياً و30 مدنياً». واتهم مسؤولون باكستانيون القوات الأفغانية بفتح النار على عاملين في فريق لإحصاء السكان وعناصر الحماية الأمنية التابعة لهم لدى عبورهم بلدة على الحدود، مشيرين الى أن السلطات الأفغانية تبلغت بعبور فريق الإحصاء البلدة، وتنفيذهم مهماتهم عبر التنقل من منزل الى آخر. في المقابل، قال مسؤولون في كابول إن «عناصر الأمن الباكستانيين بادروا الى فتح النار»، علماً أن أفغانستان لا تعترف بالحدود المرسومة استناداً الى خط دوراند الذي وضعه البريطانيون قبل مغادرتهم منطقة جنوب آسيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. كما ترفض نصب الباكستانيين نقاط تفتيش إضافية في مناطق القبائل الحدودية بين البلدين، على رغم أن حركة «طالبان» وجماعات إسلامية مسلحة تنشط في هذه المناطق التي تسكنها قبائل من عرقية البشتون التي تشكل غالبية في أفغانستان، في حين أنها أقلية في باكستان.