بدأ تنظيم «داعش» وقياديون وآخرون محسوبون عليه بشن حملة لإعلان «النفير العام» لدفع عناصره إلى صد هجوم متوقع ل «قوات سورية الديموقراطية» العربية - الكردية التي يدعمها التحالف الدولي على الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن مدينة الرقة التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» شرق سورية «تشهد استنفاراً من جانب العناصر الأمنية في التنظيم، والتي استلمت مهمات «الحسبة» قبل نحو أسبوع، حيث عمدت هذه العناصر إلى مصادرة قوارب بلغ عددها نحو 20 قارباً يستخدمها المواطنون في التنقل عبر ضفتي نهر الفرات الشمالية والجنوبية، كما يستخدمها مهربون في نقل الراغبين في الفرار من المدينة من المدنيين». وقال أن «حجز القوارب جاء بذريعة مخالفتها للقوانين. كذلك أوقف التنظيم عملية نزوح لعشرات العوائل من مدينة الرقة، نحو منطقة حزيمة التي تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية وقوات النخبة السورية المكونة من أبناء المنطقة العرب والمدعمة من التحالف الدولي، حيث نصب التنظيم مكمناً للأهالي النازحين وأعادهم إلى مدينة الرقة». كما عمد «داعش» إلى «تحصين مواقعه في الفرقة 17 الواقعة إلى الشمال من مدينة الرقة، وعمد عناصره إلى مد أسلاك كهربائية إلى الفرقة 17». ورجحت المصادر أن يعمد التنظيم «إلى استخدام هذه الأسلاك التي قام بمدّها في أغراض عسكرية». وقال «المرصد» أن «هذه التحضيرات تزامنت مع الخطب المتتالية للمساجد في المناطق التي يسيطر عليها داعش في الرقة ودير الزور، والتي تتبع ل «ولايات الرقة والخير والفرات»، والتي تعمد إلى «شحذ الهمم وتحرض المسلمين على النفير»، حيث أكدت مصادر أن «الخطب كانت الجمعة تتركز على قراءة «كتاب استنفار من أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي»، وتحدث عن أن الكتاب الذي نسب إلى زعيم تنظيم «داعش» يتضمن «حضاً للمسلمين في أراضيه على الاستنفار والنفير إلى الرقة لصد هجوم الأكراد والتحالف الصليبي وعملاء الصليب عليها». وأشار «المرصد» إلى أن ناشطيه رصدوا خلال النصف الثاني من شهر شباط (فبراير) في مناطق بمدينة دير الزور وريفها «قيام خطباء مساجد تابعين للتنظيم «خلال خطبة الجمعة، ب «شحذ همم المواطنين وتحريضهم على قتال النظام». وقال خطباء المساجد للمصلين أن رسالة وردت من أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، «يحضّ فيها المسلمين في دير الزور، على تحرير مدينتهم من الاحتلال النصيري، والنهوض لقتالهم إلى جانب إخوتهم من جنود التنظيم، وأن يبادر المسلمون ممن يرغبون في قتال النظام النصيري، بتسجيل أسماء لدى والي ولاية الخير وولاة الأمور حتى يتم تحضيرهم للقتال». وكان «داعش» سلم مهمات «الحسبة» للأمنيين في التنظيم «حيث تجرى عمليات مراقبة لأحياء المدينة عبر زرع كاميرات في عدد من المناطق ومراقبة الحركة العامة لقاطني المدينة».