حذرت نقابة الأطباء في إسرائيل وزير الأمن الداخلي يغآل أردان من تنفيذ مخططه استقدام أطباء من خارج إسرائيل لإطعام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المضربين عن الطعام، قسراً. واعتبرت النقابة ذلك انتهاكاً للقوانين الدولية ومساساً بأخلاقيات مهنة الطب. وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أفادت بأن أردان يعتزم استشارة المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت حول قانونية استقدام أطباء من خارج إسرائيل لإطعام الأسرى المضربين عن الطعام للأسبوع الثالث على التوالي قسراً، بعد 18 يوماً من إطلاق «إضراب الكرامة». وأعربت نقابة الأطباء عن «صدمتها وذهولها» من فكرة استيراد أطباء من الخارج لإطعام الأسرى قسراً، واعتبر رئيسها البروفيسور ليونيد أيدلمان الفكرة «واهمة وغير قابلة للتطبيق، وسنعمل على إحباطها بكل الوسائل المتاحة أمامنا، ولدينا إمكانيات كثيرة لنمنع ذلك». وأضاف أن «أخلاقيات المهنة تحول دون أن يقبل أي طبيب على نفسه القيام بهذا العمل». ومع استمرار الإضراب وتحسباً لتردي صحة بعض المضربين، قررت وزارة الصحة الإسرائيلية وبناء لطلب من أردان، تعزيز طواقم الإسعاف الأولي لحالات الطوارئ في مختلف السجون. وأضافت تقارير صحافية أن سلطة السجون ستحاول الامتناع عن نقل أسرى مضربين يرفضون تلقي الطعام لمستشفيات مدنية إلا في حالات استثنائية. في غضون ذلك، دعا (معاً) رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين عيسى قراقع ورئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، منظمة الصّحة العالمية لاتّخاذ موقف ضد الخطط الإسرائيلية تطبيق سياسة التغذية القسرية بحقّ الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطّعام. وأكّدت الّلجنة الإعلامية المنبثقة من هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في بيان لها الجمعة، أن الموقف الدّولي حرّم هذا النّوع من التغذية، كما وأكّد أن للأسير الحقّ بأن يختار بإرادته وسيلة الإضراب عن الطعام كوسيلة احتجاج شرعية، ولا يحقّ لأي طرف التدخّل في إرادته. ولفتت الّلجنة إلى أنها تعتبر ذلك ترخيصاً لقتل الأسرى الفلسطينيين تحت ذريعة حماية الأسير، مشيرة إلى أنّ تطبيق هذه السّياسة تسبّب باستشهاد الأسيرين راسم حلاوة وعلي الجعفري في سجن «نفحه» عام 1980، خلال إضرابهما عن الطّعام. يذكر أن قرابة 1500 أسير يواصلون معركة «الحرية والكرامة» في سجون الاحتلال، مطالبين بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي كانوا قد حققوها سابقاً من خلال الخوض بالعديد من الإضرابات على مدار سنوات الأسر، وأبرز مطالبهم إنهاء سياسات الاعتقال الإداري، العزل الانفرادي، منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة وكان عيسى قراقع حذر أمس من المساس بحياة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والنائب في المجلس التشريعي الأسير مروان البرغوثي، ولفت إلى أن حكومة الاحتلال تستهدف البرغوثي بشكل خاص بصفته قائد ومحرك إضراب «الحرية والكرامة». وأضاف، أن الزنزانة التي يعيش فيها البرغوثي «تشبه القبر»، وهي ضيقة بمساحة متر في مترين، ولا يستطيع فيها الحركة أو النوم في شكل جيد ومن دون أية شبابيك، ويمنع من الخروج إلى الساحة، حيث أنه لم ير الشمس منذ بداية الإضراب. واندلعت مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظاتالضفة الغربية، استخدم خلالها جيش الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمعدني المغلف تجاه المتظاهرين على حاجز قلنديا شمال القدس، وقرية بيتا جنوب نابلس، وبلدة بيت أمر شمال الخليل. وأصيب شابان بالرصاص الحي في بلدة بيت أمر بعد اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة انطلقت في البلدة تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام. وقال مسؤول لجنة أهالي الأسرى في بيت أمر علي عياد عوض، إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي اتجاه المسيرة التي شارك بها المئات من أهالي البلدة تضامناً مع الأسرى، ما أدى إلى إصابة شابين. وأوضح عوض أن المسيرة توجهت من الجامع الكبير وسط البلدة عقب صلاة الجمعة، إلى نقطة التماس مع قوات الاحتلال، وعلى بعد أمتار عدة هاجم الجنود المتظاهرين. وفي بلدة بيتا جنوب نابلس سجل الهلال الأحمر 22 إصابة في مواجهات مع قوات الاحتلال، نقل 5 منهم إلى المستشفى، إلى جانب إصابة 3 مسعفين متطوعين من الهلال بالرصاص المطاطي. وكان الأهالي قد خرجوا بتظاهرة على مدخل البلدة بعد صلاة الجمعة، تضامناً ومساندة للأسرى المضربين عن الطعام. وفي قلقيلية أصبب فتى بقنبلة غاز في الرأس والمصور الصحافي نضال شتية من الوكالة الصينية بقنبلة غاز في ظهره خلال مواجهات اندلعت عقب مسيرة كفر قدوم الأسبوعية. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، ناشط سلام إسرائيلي يدعى «آري» خلال قمع مسيرة بلدة نعلين الأسبوعية التي خرجت دعماً للأسرى، ورفضاً لجدار الضم والتوسع العنصري. وقال عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في نعلين محمد عميرة، إن قوات الاحتلال نصبت الكمائن بين حقول الزيتون، وهاجمت المسيرة باستخدام قنابل الغاز السام، ما أدى إلى وقوع العديد من حالات الاختناق، إضافة إلى اعتقال ناشط السلام الإسرائيلي. وأشار إلى أن المتظاهرين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات الداعمة للأسرى، وأخرى تطالب بالوحدة الوطنية، وتوفير حماية دولية لشعبنا، وتمكينه من تقرير مصيره أسوة ببقية الشعوب.