أعلن الجيش السوداني أنه أجرى تمشيطاً واسعاً في دارفور، أمس، واستطاع مطاردة مقاتلي «حركة العدل والمساواة» الذين فرّوا من منطقة كرنوي حتى الحدود التشادية. وقال إن ولايتي جنوب دارفور وغربها صارتا خاليتين من المتمردين الذين انحسر وجودهم في الشريط الحدودي مع تشاد. وقال الناطق باسم الجيش العميد عثمان الاغبش في تصريح إن الجيش «فرض سيطرته تماماً» على منطقة كرنوي في شمال دارفور التي زعم متمردو «حركة العدل والمساواة» أنهم استولوا عليها. وأضاف أن الجيش تعقب المتمردين الذين «تشتت» قواتهم في المنطقة، مؤكداً أن قواته ستظل تضرب المتمردين حتى يقتنعوا بالسلام. وأفاد أن الجيش أجلى المتمردين من كل المنطقة التي كانوا يوجدون فيها وأجرى تمشيطاً واسعاً أدى إلى حصرهم في الشريط الحدودي مع تشاد. وأكد أنه لم يعد للمتمردين وجود إلا في «جيوب محدودة» وأن ولايتي جنوب دارفور وغربها صارتا خاليتين من أي وجود للتمرد. وقال: «لم يعد للمتمردين سبيل إلا الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد أن خسروا كل المعارك». وشهدت الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مواجهات في وسط المدينة أدى إلى حال من الذعر والارتباك إثر مقتل أحد أفراد الأمن وإصابة ثلاثة آخرين بإطلاق نار من طاقم حراسة حاكم الولاية أبو القاسم إمام على سيارة تتبع جهاز الأمن في الولاية خلال مرور موكب حاكم الولاية. وقال القيادي في حزب المؤتمر الوطني في غرب دارفور يونس الحاج إن حرس حاكم الولاية (من «حركة تحرير السودان» - الجناح الذي عقد اتفاق سلام مع الحكومة) أطلق النار على سيارة تتبع إلى جهاز الأمن في أثناء عبور موكب الحاكم، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الأمن واصابة ثلاثة جرى نقلهم الى المستشفى لتلقي العلاج. وانتقد يونس تصرفات طاقم حراسة الحاكم الذين كانوا في صفوف التمرد قبل توقيع أبو القاسم إمام اتفاق سلام مع الحكومة. وقال إنهم ظلوا يطلقون النار بعشوائية ويروّعون المواطنين. إلى ذلك، توجه الرئيس السوداني عمر البشير ظهر أمس إلى ليبيا للمشاركة في قمة زعماء تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) التي تستضيفها مدينة صبراتة، وهذه الزيارة الثانية له إلى ليبيا والسابعة إلى خارج السودان منذ اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في آذار (مارس) الماضي. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن القيادتين الليبية والقطرية حصلتا على موافقة من البشير ونظيره التشادي إدريس ديبي على عقد لقاء للمصالحة بينهما وانهاء حال التوتر بين بلديهما والالتزام باتفاق الدوحة الذي وقّع في وقت سابق من الشهر الجاري. ورافق البشير إلى طرابلس وزراء شؤون الرئاسة الفريق الركن بكري حسن صالح والعدل عبدالباسط سبدرات والخارجية دينق الور والمدير العام لجهاز الأمن الفريق صلاح عبدالله ووزير الدولة للداخلية عباس جمعة والمال الصادق محمد علي. وستناقش القمة التوتر بين تشاد والسودان وحال الاتحاد الافريقي والاوضاع في الصومال وموريتانيا وغينيا وليبيريا وساحل العاج. ونقلت وكالة «فرانس برس» من طرابلس عن مصدر ليبي مسؤول إن «الرئيس البشير سيحضر القمة وهو مرحب به». وأضاف: «نحن في تجمع سين صاد لا نعترف بقرار ما يسمى بمحكمة العدل الدولية ونعتبره قراراً انتقائياً وغير ملزم وهو قرار يستهدف افريقيا». واضافة الى ليبيا والسودان تضم مجموعة «س ص»، ومقرها طرابلس، 26 دولة اخرى هي: بوركينا فاسو، مالي، تشاد، النيجر، اريتريا، افريقيا الوسطى، السنغال، غامبيا، جيبوتي، نيجيريا، تونس، المغرب، الصومال، توغو، غينيا، جزر القمر، بنين، مصر، غينيا بيساو، ساحل العاج، ليبيريا، غانا، سيراليون، كينيا، موريتانيا، ساو طومي وبرنسيب. وصرح وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الاربعاء للصحافيين بأن زعماء الدول الاعضاء كافة سيحضرون قمة صبراتة.