استبق الجيش الكوري الشمالي وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى سيول غداً، مهدداً بتدمير الولاياتالمتحدة إذا شنّت هجوماً على بلاده، فيما شددت الصين على أن أحداً لن ينتصر في حرب تشهدها شبه الجزيرة الكورية. وتصاعد التوتر منذ أطلقت البحرية الأميركية 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي، رداً على هجوم كيماوي أوقع عشرات القتلى في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وأثار ذلك مخاوف من خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال كوريا الشمالية، لا سيّما أن واشنطن حذرت من أن انتهاء سياسة «الصبر الاستراتيجي» التي انتهجتها إزاء بيونغيانغ. واتجهت مجموعة هجومية، تقودها حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس كارل فينسون»، إلى شبه الجزيرة الكورية في عراض للقوة، وسط مخاوف من احتمال تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية سادسة، خصوصاً أنها تحتفل اليوم ب «يوم الشمس» الذي يوافق الذكرى ال105 لولادة كيم إيل سونغ، مؤسس الدولة الستالينية. لكن مسؤولاً بارزاً في الإدارة الأميركية علّق على تقرير بثّته شبكة «أن بي سي نيوز»، نقل عن مسؤولي استخبارات أميركيين بارزين أن واشنطن مستعدة لتنفيذ ضربة استباقية بأسلحة تقليدية، إذا اعتبرت أن كوريا الشمالية على وشك تنفيذ تجربة نووية، مؤكداً أنه «خاطئ تماماً». ورجّح مستشار للسياسة الخارجية في البيت الأبيض أن يتحدث بنس عن «عدوانية» كوريا الشمالية، خلال جولته في آسيا، وتشمل طوكيو وجاكرتا وسيدني. وأشار إلى أن واشنطن أعدّت خططاً طارئة لزيارة بنس، إذا تزامنت مع تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية. أما مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مايك بومبيو فرأى أن بيونغيانغ أقرب من أي وقت من تهديد الولاياتالمتحدة بصاروخ عابر للقارات يحمل رأساً نووياً، منبهاً إلى أنها تكتسب مزيداً من المعرفة الفنية مع كل تجربة جديدة. وسُئل هل تستطيع الصين فعل مزيد لإبطاء البرنامج النووي الكوري الشمالي، أو تجميده، فأجاب: «أعوّل عليها». في الوقت ذاته، أفادت وكالة «كيودو» للأنباء بأن اليابان بدأت في شباط (فبراير) الماضي إعداد خطط للتعامل مع أزمة محتملة في شبه الجزيرة الكورية، بعد لقاء رئيس الوزراء شينزو آبي ترامب في الولاياتالمتحدة. في المقابل، اعتبر الجيش الكوري الشمالي أن «إدارة ترامب التي نفذت ضربة صاروخية موجهة مفاجئة إلى سورية، دخلت طريق التهديد والابتزاز». وأضاف أن «جيش كوريا الشمالية وشعبها سيواجهان بشجاعة الذين يتعدّون على كرامة كوريا وسيادتها، وسيكون رد فعلنا على الولاياتالمتحدة وقواتها البحرية من القسوة بحيث لن يترك للمعتدين فرصة للنجاة». وندد ناطق باسم «معهد نزع الأسلحة والسلام» التابع لوزارة الخارجية في كوريا الشمالية بنشر الولاياتالمتحدة «أصولاً استراتيجية نووية هائلة» في شبه الجزيرة الكورية، معتبراً أن «فرض هذا الوضع الخطر قد يسبّب اندلاع حرب نووية في أي لحظة، ويشكّل تهديداً خطراً للسلام والأمن العالميَين، ناهيك عن السلام والأمن في شمال شرقي آسيا». إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي «جميع الأطراف» إلى «الامتناع عن استفزاز وتهديد بعضهم بعضاً، سواء بالكلمات أو بالأفعال، وعدم السماح بالوصول إلى مرحلة لا رجعة فيها ولا يمكن السيطرة عليها». وشدد على أن «القوة العسكرية لا يمكن أن تحلّ المسألة»، مضيفاً: «وسط التوترات، سنجد أيضاً فرصة للعودة إلى المحادثات». وزاد: «عندما تقع الحرب، لن تكون النتيجة سوى خسارة متعددة، ولا يمكن أحداً أن ينتصر». وأكد أن على مَن يشعل حرباً في المنطقة أن «يتحمّل مسؤولية تاريخية ويدفع الثمن». كما حضّ ناطق باسم الكرملين الجميع على «ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال قد تصل إلى حدّ خطوات استفزازية».